لماذا توجد في الإنسان الرغبة في الله؟
إن الله، في خلقه الإنسان على صورته، قد نقش هو نفسه في قلبه الرغبة في رؤيته. حتى وإن جهل الإنسان هذه الرغبة فإن الله لا يفتأ يدعو الإنسان الى التماسه لكي يحيا ويجد فيه كمال الحقيقة والسعادة الذي ما فتئ يسعى إليه. الإنسان بطبيعته وبدعوته هو إذاً كائن متديّن وقادر على الاتصال بالله. وهذه الصلة الوثيقة والحيوية بالله تولي الإنسان كرامته الأساسية.
هل نستطيع معرفة الله بنور العقل وحده؟
انطلاقاً من الخليقة، أي من العالم والشخص البشريّ، يستطيع الإنسان بعقله وحده، أن يعرف الله معرفة يقين، مبدأ وغاية للكون، وخيراً أسمى وحقيقة وجمالاً لامتناهياً.
هل يكفي نور العقل لمعرفة سرّ الله؟
يعاني الإنسان صعوبات كثيرة في اعتماده على نور العقل وحده لمعرفة الله. بل إنه يعجز عن أن يدخل بذاته في قلب سرّ الله. ولذلك أراد الله أن ينيره بوحيه، ليس في الحقائق التي تفوق إدراكه البشريّ وحسب، ولكن أيضاً في أمر الحقائق الدينيّة والأخلاقية التي لا يعجز العقل عن إدراكها، وذلك لكي تصبح معروفة لدى الجميع في غير عُسر، معرفة أكيدة ثابتة ولا يشوبها ضلال.
كيف التكلّم على الله؟
يمكن التكلّم على الله لجميع البشر ومع جميع البشر، انطلاقاً من كمالات الإنسان والخلائق الأخرى التي هي انعكاس، وإن كان محموداً، لكمال الله اللامتناهي. فيجب علينا من ثمّ وعلى الدوام تنقية كلامنا من كلّ ما فيه من متخيَّل وناقص مع علمنا أنّ أقوالنا تظلّ أبداً دون سرّ الله اللامتناهي.