ما هي الشّريعة الأخلاقيّة؟
الشّريعة الأخلاقيّة هي من عمل الحكمة الإلهيّة. وهي ترسم للإنسان السّبل والقواعد للسّلوك المؤدّي إلى السّعادة الموعودة، وتحظّر السّبل الّتي تقصي عن الله.
ما هي الشّريعة الطّبيعيّة؟
الشّريعة الطّبيعيّة الّتي حفرها الخالق في قلب كلّ إنسان، تقوم على المشاركة في الحكمة والجودة الإلهيّتين. وهي تعبّر عن الحسّ الأخلاقيّ الأصليّ، الّذي يمكّن الإنسان من التّمييز بعقله بين الخير والشّرّ. إنّها شاملة لا تتغيّر وهي تضع قواعد الواجبات والحقوق الأساسيّة للشّخص الإنسانيّ وللجماعة البشريّة وللقانون المدنيّ نفسه.
هل هذه الشّريعة هي في متناول الجميع؟
بسبب الخطيئة لا يدرك الجميع دومًا الشّريعة الطّبيعيّة بوضوح مباشرةً وبالتّساوي.
ما هي العلاقة بين الشّريعة الطّبيعيّة والشّريعة القديمة؟
الشّريعة القديمة هي الشّريعة الموحى بها في حالتهاالأولى. وهي تعبّر عن حقائق كثيرة هي في متناول العقل طبيعيًّا، فيكون عهد الخلاص تثبيتًا لها وتأصيلًا. وفرائضها الأخلاقيّة الّتي تختصرها الوصايا العشر تضع أساس دعوة الإنسان. فتنهى عمّا هو مخالف لمحبّة الله والقريب وتأمر بما هو أساسيّ لها.
ما هو مكان الشّريعة القديمة في خطّة الخلاص؟
الشّريعة القديمة تمكّن من معرفة عدد كبير من الحقائق الّتي في متناول العقل. وهي تُظهر ما يجب فعله وما يجب تجنّبه، وعلى الخصوص تُهيّئ، كالمربّي الحكيم، وتعدّ للتّوبة ولتقبّ الإنجيل. إلّا أنّ الشّريعة القديمة، على كونها مقدّسة وروحانيّة وجيّدة، فهي ناقصة، إذ لا تمنح بذاتها قوّة الرّوح القدس ونعمته للقيام بها.
ما هي الشّريعة الجديدة أة الشّريعة الإنجيليّة؟
الشّريعة الجديدة أو الشّريعة الإنجيليّة، الّتي أعلنها وحقّقها المسيح، هي ملء وكمال الشّريعة الإلهيّة الطّبيعيّة والموحى بها. إنّها تُختصَر بوصيّة محبّة الله والقريب، ومحبّة بعضِنا بعضًا كما أحبّنا المسيح. وهي أيضًا حقيقة في داخل الإنسان: نعمة الرّوح القدس الّتي تجعل تلك المحبّة مُمكنة. إنّها “شريعة حرّيّة” (غلاطية 25:1)، إذ تميل بنا إلى التّصرّف تلقائيًّا بدافع المحبّة.
أين توجد الشّريعة الجديدة؟
الشّريعة الجديدة موجودة في حياة المسيح وكرازته كلّها، وفي تعليم الرّسل الدّينيّ الأخلاقيّ. والعظة على الجبل هي التّعبير الأساسيّ عنها.
ما هو التّبرير؟
التّبرير هو أفضل أعمال محبّة الله. إنّه عمل الله الرّحيم والمجّانيّ الّذي يغفر لنا خطايانا ويُصيّرنا أبرارًا وقدّيسين في كلّ كياتنا. ويتحقّق ذلك بنعمة الرّوح القدس الّتي استحقّتها لنا آلآم المسيح وأُعطيناها في المعموديّة، والتّبرير يشرّع السّبيل إلى جواب الإنسان الحرّ، أي إلى الإيمان بالمسيح والتّعاون مع نعمة الرّوح القدس.
ما هي النّعمة المُبرِّرة؟
النّعمة المُبَرِّرة هي عطيّة مجّانيّة يمنحنا إيّاها الله لِيُصَيِّرنا مشاركين في حياته الثّالوثيّة وقادرين على العمل محبّةً له. وتدعى نعمة عاديّة أو مُقدِّسة أو مؤلِّهة، لأنّها تقدّس وتؤلِّه. وهي فائقة الطّبيعة لأنّها خاضعة تمامًا لمبادرة الله المجّانيّة ولأنّها تسمو على ما عند البشر من إمكانات الإدراك وقوى الإرادة. فهي إذن لا تقع تحت اختبارنا.
ما هي أنواع النّعم الأخرى؟
هناك، ما عدا النّعمة العاديّة النِّعم الحاليّة (مواهب ظرفيّة)، والنّعم الأسراريّة (مواهب خاصّة بكلّ سرّ)، والنّعم الخصوصيّة المُسمّاة مواهب – كارزما (غايتها خير الكنيسة العامّ)، وبينها نِعَم الحالة الّتي ترافق مُمارسة الخِدَم الكنسيّة ومسؤوليّات الحياة المسيحيّة.
هل هناك علاقة بين النّعمة والحرّيّة البشريّة؟
النّعمة تستبق، وتُهيئ، وتُثير جواب الإنسان الحرّ. إنّها تستجيب لأعمق ما في الحرّيّة الإنسانيّة من توق، أو تدعوها إلى العمل معها وتقودها إلى الكمال.
ما هو الاستحقاق؟
الاستحقاق هو الجزاء الواجب لعمل جيّد. والإنسان في علاقته مع الله لا استحقاق له قطعًا إذ إنّه نال من الله مجّانًا كلّ شيء. ومع ذلك يمنحه الله إمكان كسب استحقاقات باتّحاده بمحبّة المسيح، ينبوع استحقاقاتنا أمام الله. فلا بدّ إذن من نسبة استحقاقات الأعمال الصّالحة أوّلًا إلى النّعمة الإلهيّة، ثمّ إلى إرادة الإنسان الحرّة.
ما هي الخيور الّتي نستطيع استحقاقها؟
نستطيع بدافع من الرّوح القدس أن نستحقّ لنفسنا ولغيرنا، النّعم المفيدة لكي نتقدّس ونصل إلى الحياة الأبديّة، وكذلك الخيور الزّمنيّة الضّروريّة لنا بحسب قصد لله. وليس في إمكان أحد استحقاق النّعمة الأولى الّتي هي في أصل التّوبة والتّبرير.
هل نحن مدعوّون كلُّنا إلى القداسة؟
المؤمنون جميعهم مدعوّون إلى القداسة المسيحيّة. وهي ملء الحياة المسيحيّة وكمال المحبّة. وهي تتحقّق في الاتّحاد الحميم بالمسيح وفيه بالثّالوث الأقدس. وطريق قداسة المسيحيّ، بعد مروره عبر الصّليب، يجد كماله في قيامة الأبرار النّهائيّة الّتي يكون الله فيها كلًّا في الكلّ.
كيف تغذّي الكنيسة حياة المسيحيّ الأخلاقيّة؟
الكنيسة هي الجماعة الّتي فيها يتقبّل المسيحيّ كلام الله، وتعاليم “شريعة المسيح” (غلاطية 2:6). وفيها ينال نعمة الأسرار. وفيها يتّحد بتقدمة إفخارستيّا المسيح بحيث تكون حياته الأخلاقيّة مَثَل عبادة روحيّة. وفيها يتعلّم مَثَل قداسة العذراء مريم والقدّيسين.
لماذا تتدخّل السّلطة الكنسيّة التّعليميّة في المجال الأخلاقيّ؟
للسّلطة الكنسيّة التّعليميّة أن تعلن الإيمان الّذي يجب اعتقاده وتطبيقه في الحياة الواقعيّة. وتمتدّ هذه المهمّة أيضًا إلى الفرائض الخاصّة بالشّريعة الطّبيعيّة، لأنّ حفظها ضروريّ للخلاص.
ما هي غاية وصايا الكنيسة؟
وصايا الكنيسة غايتها أن تكفل للمؤمنين الحدّ الأدنى الّذي لا بدّ منه في شأن روح الصّلاة، والحياة الأسراريّة، والالتزام الأخلاقيّ، ونموّ محبّة الله والقريب.
ما هي وصايا الكنيسة؟
هي الآتية: 1- المشاركة في قدّاس الأحد والأعياد الأخرى المفروضة، والتّحرّر من الأشغال والنّشاطات الّتي يمكنها أن تعوق عن تقديس تلك الأيّام. 2- الاعتراف بالخطايا بقبول سرّ المصالحة على الأقلّ مرّة في السّنة. 3- تناول سرّ الإفخارستيّا على الأقلّ في عيد الفصح. 4- الانقطاع عن أكل الّلحم وممارسة الصّيام في الأيّام الّتي حدّدتها الكنيسة. 5- مساعدة الكنيسة في احتياجاتها المادّيّة، بحسب إمكانات كل واحد.
لماذا الحياة الأخلاقيّة هي شرط أوّليّ لإعلان الإنجيل؟
إنّ المسيحيّين، بحياتهم المُطابقة للرّبّ يسوع، يجتذبون البشر إلى الإيمان بالإله الحقيقيّ.إنّهم يبنون الكنيسة، ويُدخلون في العالم روح الإنجيل، ويُهيّئون مجيء ملكوت الله.