مريم العذراء
I – التشكيك بمريم العذراء
الضرر: إبعاد الشبيبة عن العذراء مريم.
النتيجة: التشتت لأن الأم تجمع. لذلك نرى جماعاتهم مشتّتة
لأنّ ليس عندهم مريم.
1- إعتراض: لم يقل الكتاب المقدّس انه يجب إكرام مريم.
جواب: بحسب الكتاب المقدس، قالت مريم: “تطوّبني جميع الأجيال”. كل مرة نكرّم العذراء مريم، نكون قد طبّقنا هذه الآية في الكتاب المقدّس. نكرم العذراء مريم لأن يسوع كرّمها: نحن مدعوون للإقتداء بالمسيح ، فنحب ما يحبه ونكره ما يكرهه (الخطيئة) ونكرّم من يكرّم. هل كرّم يسوع أمه مريم؟ إذا كان الجواب كلا، فالمسيح يكون قد أخلّ بالوصية الرابعة: أكرم أباك وأمك. واذا كان الجواب نعم، فعلينا الإقتداء بالمسيح وإكرام العذراء مريم.
في الكتاب المقدّس طاف شعب الله مع الملك داود بتابوت العهد الذي يحوي لوحي الوصايا العشر وعصا هارون والمنّ. من هو تابوت العهد الجديد؟ مريم العذراء. لماذا؟ لأنها تحوي يسوع المسيح الشريعة الجديدة، الراعي الصالح والخبز الحي.
نكرّم العذراء لأنها قالت نعم في البشارة ولولا النعم لما كان ولد المخلص ولكنا بقينا في الظلمة.
يسوع أعظم من سليمان الملك الذي كرّم أمه وأجلسها على العرش. فإذا كان سليمان، ملكاً أرضيّاً، يكرّم أمه بهذه الطريقة، فكيف بالأحرى يسوع المسيح، ملك الملوك، يعامل أمه؟ الكتاب المقدس يقول يسوع أعظم من سليمان.
2- إعتراض: الكتاب المقدّس لم يطلب منا طلب شفاعة مريم بل اللجوء مباشرة الى المسيح
جواب: طلب الخدام في عرس قانا الجليل شفاعة مريم، فحصلت المعجزة. إن كنا نطلب من إخوتنا البشر أن يصلوا من أجلنا، فكيف لا نطلب من مريم والدة الله الموجودة في حضرة الله؟
سلّمنا يسوع أمه حين قال: يا امرأة هذا ابنك. يوحنا هذه أمك.
3- إعتراض: الكتاب المقدس يقول إنّ يسوع عنده إخوة، يعني أن مريم لم تبق عذراء.
جواب: الكتاب المقدّس يصف الأقرباء بالأخوة. مثلاً إبراهيم ولوط ليسا أخوين ولكن الكتاب المقدس وصفهما بالإخوين (تكوين 13 :11). كلمة إخوة في الكتاب المقدس
Adelphos في اليونانية وتعني أقارب.
4- إعتراض: الكتاب المقدس يمنع التماثيل والصور، فلماذا تضعون صور العذراء وتماثيلها في بيوتكم وكنائسكم؟
جواب: الله منع عبادة التماثيل ولم يمنع الإستعمال الديني للتماثيل. إن الله أمر أن تستعمل التماثيل في السياق الديني. دعا الله موسى أن يصنع تماثيل لتابوت العهد :
“واصنع كروبين، من ذهب مطرّق تصنعهما على طرفي الكفارة. تصنع كروباً على هذا الطرف وكروباً على ذاك الطرف تصنعون، ويكون الكروبان جزءاً من الكفارة وعلى طرفيها. ويكون الكروبان باسطين أجنحتهما الى فوق، مظللين بأجنحتهما الكفارة، ووجهاهما الواحد نحو الآخر، ونحو الكفارة يكون وجهاهما” (خروج 25 :18 – 20).
“وقال: “كل ذلك في كتابة بيد الرب الذي أفهمني جميع أعمال هذا الشكل” (سفر الأخبار الأول 28 : 19).
“وكان مصنوعاً فيه كروبون ونخيل، بين كروب وكروب نخلة. وكان للكروب وجهان” (حزقيال 41 : 18).
الله لا يمنع الإستعمال الطقسي للتماثيل: “فقال الرب لموسى: “إصنع لك حية لاذعة واجعلها على سارية، فكل لديغ ينظر اليها يحيا”. فصنع موسى حية من نحاس وجعلها على سارية. فكان أي إنسان لدغته حية ونظر الى الحية النحاسية يحيا” (سفر العدد 21 : 8-9).
وقد استعملت الصور في هيكل الله: “ونقش على ظاهر ألسنتها وعلى ألواحها كروبين وأسوداً ونخيلاً” (1 ملوك 7: 36).
لماذا نحتفظ بصور والدتنا الأرضية؟ لأننا نحبها. فإذا كنا نحتفظ بصور أهلنا، فكيف لا نحتفظ بصورة أمنا العذراء مريم، أم الله أو تمثالها؟
عبادة الأصنام هي عندما يعتبر الإنسان التمثال الذي صنعه بيده هو هو الإله الحقيقي.
5- إعتراض: أنتم تسجدون للتماثيل والصور
جواب: ليس كل سجود هو عبادة. كان الأنبياء يسجدون للملائكة، ذلك لا يعني أنهم يعبدون الملائكة. قال الرب في رؤيا يوحنا 3: 9: “ها إني أعطيك أناساً من مجمع الشيطان، يقولون إنهم يهود وما هم إلا كذابون، ها إني أجعلهم يأتون ويسجدون عند قدميك ويعترفون بأنني أحببتك.”
للأسف الجماعات التي تعترض لا تميّز بين اعتبار التمثال أو الصورة إلهاً وبين الرغبة لتذكّر المسيح أو القديسين في السماء من خلال التماثيل والصور لإكرامهم.
6- إعتراض: أنتم تعبدون العذراء
جواب: إن كنا نعبد العذراء، فهذه خطيئة عظيمة ضد الوصية الأولى. ولكننا لا نعبدها بل نكرّمها من خلال التراتيل والمسبحة والزياحات. يعلمنا الكتاب المقدّس أن: “أدوا لكل حقّه: الضريبة لمن له الضريبة، والخراج لمن له الخراج، والمهابة لمن له المهابة، والإكرام لمن له الإكرام.” (روما 13 : 7). العذراء مريم، أم الرب، الممتلئة نعمة، تستحق كل إكرام.
7- إعتراض: القسم الثاني من السلام عليك يا مريم غير مأخوذ من الكتاب المقدّس
جواب: القسم الثاني من السلام هو كتابيّ:
– “يا قديسة مريم”: مريم العذراء هي قديسة، فهي أول من قبلت المسيح في حياتها: “فطوبى لمن آمنت: فسيتمّ ما بلغها من عند الربّ” (لوقا 1 : 45). العذراء مريم “ممتلئة نعمة” (لوقا 1 : 28) أي لا مكان للخطيئة في حياتها.
– “يا والدة الله”: العذراء مريم هي أم الله الكلمة الذي صار جسداً:”من أين لي أن تأتيني أمّ ربّي؟” (لوقا 1 : 43).
– “صلّي لأجلنا نحن الخطأة الآن وفي ساعة موتنا”: البعض يعتقد أن إذا طلبنا من العذراء أن تصلي لأجلنا نكون قد عارضنا 1 طيموتاوس 2 :5. ولكن مار بولس علمنا في 1 طيموتاوس 2 : 1 -4 أن نصلي من أجل بعضنا البعض وذلك لا يتعارض مع الكتاب المقدّس.
8- إعتراض: المسبحة ضدّ الكتاب المقدّس. في إنجيل متى قال يسوع: اذا صلّيتم فلا تكرروا الكلام عبثاً مثل الوثنيين.
جواب: الوردية تعني باقة الورد وهي صلاة تقوية لإكرام العذراء مريم وللتأمل في الكتاب المقدّس. فصلاة الأبانا مأخوذة من متى 6 : 9 -13. والقسم الأول من السلام مأخوذ من لوقا 1 : 28 ولوقا 1 : 42. والقسم الثاني هو كتابيّ بامتياز. تكرار الأبانا والسلام ليست ثرثرة. الرب يسوع كان ضد التكرار الباطل وليس ضد كل تكرار.. يسوع كرر صلاته نفسها في بستان الزيتون: “فتركهم ومضى مرة أخرى وصلّى ثالثة فردّد الكلام نفسه” (متى 26: 44).
يوجد في الكتاب المقدّس صلوات فيها تكرار: في المزمور 136 تعاد عبارة “فإنّ الى الأبد رحمته” 26 مرة.
قصة الطبيب الثائر
في 7 كانون الأول 2003، ذهبت في زيارة الى السجن في الولايات المتحدة الأميركية ومعي راهبتان. ذهبنا لنقيم سهرة روحية حول الكتاب المقدّس. وكانت مع الراهبتين مسبحة ضخمة، لم أر مثلها قط في حياتي.
دخل السجناء الى الصالة وجلسنا في شكل دائريّ. فقامت إحدى الراهبتين بتسليم المسبحة الى أحد المساجين، ماثيو. وفجأة بدأ المسجون، وحبات المسبحة بين يديه، بالبكاء الشديد، مما استرعى انتباه الجميع. وتساءل البعض عما يجري معه. فروى لنا قصته:
“اسمي ماثيو، طبيب في العقد الرابع من العمر. منذ عشرين سنة وتحديداً في 7 كانون الأول 1983، كنت في Pearl Harbor على متن سفينة. كانت ذكرى الهجمات على الميناء. وقفت في السفينة، وكان عمري 25 سنة آنذاك، وأخذت مسبحتي الوردية بيدي، ورميتها في المحيط الهادئ. منذ ذلك الوقت، أدرت ظهري للرب ورفضت العذراء مريم في حياتي. ابتعادي عن مريم أوصلني الى الإفلاس الروحي. واليوم، في 7 كانون الأول 2003، المسبحة تعود الى يدي. أنا رفضتها وأما هي فلم ترفضني بل عادت إليّ في وقت ضيقي.”
وبكى بكاء شديداً وهو يمسك المسبحة. ومجّدنا الله لما رأيناه وعايناه.