قصة المسيح داخل السجن
كنت أزور المساجين في تشرين الثاني 2002 في الولايات المتحدة الأميركية، حين جاء أحد المتطوعين الكاثوليك قلقاً.
سألته: “ما بك؟”
قال: “هناك قس إنجيلي عظيم يجذب المساجين. يبدو أنه موهوب”.
قلت: “هذا أمر جيّد. دعه يعمل”.
قال: “أبونا، ماذا نستطيع أن نعمل ككاثوليك للمساجين؟”
قلت: “لست شخصاً كاريزماتيكياً. واللغة الإنكليزية هي لغتي الثانية”. صمت برهة ثم قلت: “لماذا لا نأتي بالربّ الى السجن؟”
قال: “عمّ تتحدّث أبونا؟”
قلت: “إذا كان ذلك القس الإنجيلي يصنع العجائب في السجن، فلماذا لا نأتي بسيد العجائب؟”
قال: “كيف يكون ذلك؟”
قلت: “نأتي بالقربان المقدّس. سترى كيف أن الرب الحاضر في القربان أقوى من مئات القسوس”.
في 22 كانون الأول 2002، دخل القربان المقدّس لأول مرة الى السجن. كان الرب حاضراً والأبواب موصدة. تجمّع المساجين، رجالاً ونساء، معظمهم غير كاثوليك وغير معمّدين، وجلسوا في حضور القربان المقدّس. حضور الرب فرض جوّاً مختلفاً لم يختبره المساجين من قبل. شعروا بسلام عميق وباتحاد مع بعضهم البعض. إختبر الجميع أنهم خطأة واستطاعوا رؤية أخطائهم فبكى العديد منهم في حضور القربان المقدّس وشعروا بدافع قوي للإعتراف عند الكاهن. إختبروا أمراً لم يعهدوه من قبل: إنهم خطأة ولكن محبوبون جداً. إختبروا التواضع والإنسحاق والقدرة على الإقرار بالخطايا.
منذ تلك الليلة المباركة، عشرات من المساجين طلبوا دخول الكنيسة الكاثوليكية. وحدي عمّدت خمسين شخصاً إختبروا حضور المسيح الحيّ في القربان المقدّس. وكان المساجين يرددون: “لقد كان الربّ حاضراً فعلاً”.