ما هي قوانين الإيمان؟
إنّها مقولات عضويّة تسمّى أيضًا “اعترافات بالإيمان” أو “أؤمن” عبّرت بها الكنيسة، منذ مبادئها بإيجاز، عن إيمانها ونقلته في لغة معياريّة ومشتركة بين جميع المؤمنين.
ما هي أقدم قوانين الإيمان؟
إنّها القوانين العماديّة. بما أنّ المعموديّة تُمنَح “باسم الآب والابن والرّوح القدس” (متّى 19:28)، فحقائق الإيمان المعترف بها إبّان المعموديّة يُنطَق بها، بحسب مرجعها إلى أقانيم الثّالوث الأقدس الثّلاثة.
ما هي أهم قوانين الإيمان؟
إنّها قانون الرّسل الّذي هو القانون القديم للتّعميد في الكنيسة الرّومانيّة، وقانون نيقية-القسطنطينيّة ثمرة المجمعَين المسكونَين الأوّلَين، نيقية (325) والقسطنطينيّة (381). وهما باقيان مشترَكين، اليوم أيضًا، بين جميع الكنائس الكبرى في الشّرق والغرب.
لماذا يبدأ الاعتراف باليمان ب”أؤمن بالله”؟
لأنّ تأكيد “أؤمن بالله” هو الأهمّ. إنّه ينبوع جميع الحقائق الأخرى عن الإنسان وعن العالم، وحياة المؤمنين بالله كلّها.
لماذا نعترف بإلهٍ واحد؟
لأنّ الله الّذي كشف عن نفسه للشّعب الإسرائيليّ على أنّه الوحيد: “إسمع، يا إسرائيل، إنّ الرّبّ إلهنا ربٌّ واحد” (تثنية الاشتراع 4:6)، “وليس هناك آخر” (أشعيا 22:45). وأثبت ذلك يسوع نفسه: الله هو “الرّب الوحيد” (مر 29:12). والاعتراف بأنّ يسوع المسيح والرّوح القدس هما أيضًا، إلهٌ ورب، ولا يُدخل أيّ انقسام في الله الوحيد.
ما هو الاسم الوحيد الّذي كشف به الله عن ذاته؟
كشف الله عن ذاته لموسى بأنّه الله الحيّ، “إله إبراهيم، وإله إسحق، وإله يعقوب” (خروج 6:3). كشف له عن اسمه السرّيّ: “أنا مَن هو” أو “أنا مَن أنا”. ومنذ العهد القديم استُعيض عن اسم الله العجيب باسم الرّبّ. وهكذا يظهر يسوع المسمّى الربّ، في العهد الجديد، أنّه إله حقيقيّ.
هل الله وحده هو كائن؟
فيما نالت الخلائق من الله كلّ كيانها وكلّ ما لها، فهو وحده في ذاته ملء الكينونة وملء كلّ كمال. إنّه “الكائن” بلا بداية ولا نهاية. ويكشف يسوع عن أنّه يحمل هو أيضًا الاسم الإلهيّ: “أنا هو“.
لماذا الكشف عن اسم الله له أهميّة؟
إنّ الله، يكشف عن اسمه، يُعرّف بما ينطوي عليه سرّه العجيب من ثروات: فهو وحده الكائن منذ الأزل وإلى الأبد، هوالمتعالي على العالم والتّاريخ، هو الّذي صنع السّماء والأرض. هو الإله الأمين القريب دائمًا من شعبه لكي يخلّصَه. إنّه القدّوس بامتياز، “الغنيّ بالرحمة” (أفسس 4:2)، والمستعد دائمًا للغفران. إنّه الكائن الرّوحيّ، المتعالي، القادر على كلّ شيء، الشّخصيّ، الكامل. إنّه حقيقة ومحبّة.
بأي معنىً الله هو الحق؟
الله هو الحق نفسه، ولأنّه كذلك فقد جلّ عن أن يضلّ أو يضلّل. إنّه “نور وليس فيه ظلمة البتّة” (يوحنا الأولى 5:1). وابن الله الأزليّ، الحكمة المتأنّسة، اُرسِل إلى العالم “ليشهد للحقّ” (يوحنّا 37:18).
كيف يكشف الله عن ذاته بأنّه محبّة؟
لقد كشف الله عن ذاته لإسرائيل بأنّه الّذي محبّته أقوى من محبّة الأب أو الأم، لأبنائهما، والزّوج لقرينته. إنّه في ذاته “محبّة” (يوحنا الأولى 8:4, 16) تبذل ذاتها تمامًا ومجّانًا: “لقد أحبّ الله العالم حتّى إنّه بذل ابنه الوحيد…ليخلّص به العالم” (يوحنّا 16:3-17). والله، بإرساله ابنه والرّوح القدس، يوحي بأنّه هو نفسه تبادل حبّ أبديّ.
ماذا يقتضي الإيمان بالله الواحد؟
الإيمان بالله الواحد يقتضي أن نعرف عظمته وجلاله، وأن نحيا فيه في الشّكران، وأن نثقَ دومًا به، حتّّى في الشّدّة، وأن نعرفَ وحدة جميع البشر وكرامته الحقيقيّة، فجميعهم صُنِعوا “على صورة الله ومثاله” (تكوين 26:1)، وأن نحسن استعمال خليقته.
ما هو السّرّ المركزيّ في الإيمان وفي الحياة المسيحيّة؟
السّرّ المركزيّ في الإيمان والحياة المسيحيّة هو سرّ الثّالوث الأقدس. فالمسيحيّون يُعَمّدون باسم الآب والابن والرّوح القدس.
هل يُمكن أن يُعرَف سرّ الثّالوث الأقدس بالعقل وحده؟
إنّ الله قد ترك آثارًا لكيانه الثّالوثيّ في عمله الخلقيّ وفي العهد القديم. ولكنّ صميم كيانه ثالوثًا مقدّسًا هو سرّ لا يستطيع إدراكه العقل البشريّ وحده، حتّى ولا إيمان إسرائيل، قبل تجسّد ابن الله وإرسال الرّوح القدس. يسوع المسيح هو مَن كشف عن هذا السّرّ الّذي هو ينبوع جميع الأسرار الأخرى.
ماذا يكشف لنا يسوع المسيح عن سرّ الآب؟
لقد كشف لنا يسوع المسيح عن الله أنّه “أب”، ليس فقط بكونه خالقًا العالم والإنسان، بل خصوصًا بكونه يلد منذ الأزل في حضنه الإبن، الّذي هو كلمته و”ضياء مجده، وكمال وصورة جوهره” (عبرانيّين 3:1).
مَن هو الرّوح القدس الّذي كشف لنا عنه يسوع المسيح؟
إنّه الأقنوم (الشّخص) الثّالث من الثّالوث الأقدس. هو الله، واحد ومساوٍ للآب والابن. “ينبثق من الآب” (يوحنّا 26:15) الّذي بكونه “المبدأ الّذي لا مبدأ له”، هو أصل الحياة الثّالوثيّة كلّها. وينبثق أيضًا من الابن بكون الآب أعطى ذاته للابن منذ الأزل. وروح القدس الّذي أرسله الآب والابن المتجسّد يُرشد الكنيسة إلى معرفة “الحقيقة كلّها” (يوحنّا 13:16).
كيف تعبّر الكنيسة عن إيمانها بالثّالوث؟
تعبّر الكنيسة عن إيمانها بالثّالوث بالاعتراف بإله واحد في ثلاثة أقانيم (أشخاص): الآب والابن والرّوح القدس. الأقانيم الإلهيّة الثّلاثة هم إله واحد، لأنّ كلّ واحد منهم هو كمال الطّبيعة الإلهيّة الواحدة في غير انفصال. إنّهم متميّزون تميّزًا حقيقيًّا في ما بينهم بالعلاقات الّتي تُرجع بعضهم إلى بعض. الآب يلد الابن، والابن يلده الآب، والرّوح القدس ينبثق من الآب والابن.
كيف يعمل الأقانيم الثّلاثة الإلهيّون؟
كما أنّه لا انفصال في طبيعة الأقانيم الإلهيّة الواحدة، فكذلك لا انفصال بينهم في عملهم. ولكن في العمل الإلهي الواحد كلّ أقنوم حاضر وفقًا لميزته الخاصّة في الثّالوث.
ما معنى أنّ الله كلّي القدرة؟
كشف الله عن ذاته أنّه “العزيز الجبّار” (مزمور 23[24]: 8)، والّذي “لا يستحيل عليه أمر” (لوقا 37:1). وقدرته الكلّيّة شاملة، وسرّيّة. تظهر في خلقه العالم من العدم، والانسان بمحبّة، وخصوصًا في تجسّد ابنه وقيامته، وفي التّبنّي الّذي اُعطيناه، وغفران الخطايا. لذلك تُوَجّه الكنيسة صلاتَها إلى “الله الكلّي القدرة والسّرمديّ”.
لماذا من المهم القول: “في البدء خلق الله السّماء والأرض” (تكوين 1:1)؟
لأنّ الخلق هو أساس جميع تصاميم الله الخلاصيّة. والخلق هو ظهور محبّة الله الكلّيّة القدرة وحكمته. إنّه الخطوة الأولى نحو عهد الله الواحد مع شعبه. إنّه بداية تاريخ الخلاص، الّذي يبلغ ذروَتَه مع المسيح. إنّه الجواب الأوّل عن تساؤلات الإنسان الأساسيّة، عن أصلِه وغايتِه.
مَن خلق العالم؟
الآب والابن والرّوح القدس هم المبدأ الوحيد للعالم في غير انفصام، وإن نُسب عمل خلق العالم خصوصًا إلى الآب.
لماذا خلق الله العالم؟
خُلق العالم لمجد الله الّذي أراد إظهار جودته وحقيقته وجماله والمشاركة فيها. وغاية الخلق القصوى هي في أن يستطيع الله، في المسيح، أن يكون “كلًّا في الكلّ” (كورنثس الأولى 28:15)، لمجده ولسعادتنا.
كيف خلق الله العالم؟
خلق الله العالم خلقًا حُرًّا بحكمة ومحبّة. والعالم ليس صنع إحدى الحتميّات، صنع قدر أعمى أو صدفة. خلق الله “من العدم” (2 مكّابيّون 28:7) عالمًا منظّمًا وحسنًا يسمو عليه سموًّا لا نهاية له. والله يصون خليقتَه في الكينونة، ويؤازرها ويهبها القدرة على العمل، ويقودها إلى نهايتها، بابنه وبالرّوح القدس.
ما هي العناية الإلهيّة؟
العناية الإلهيّة هي التّدابير الّتي يقود بها الله خلائقه إلى كمالها الأقصى الّذي دعاها إليه. الله هو سيّد تصميمه المطلق. ولكنّه يستعين أيضًا في تحقيقه بعمل خلائقه. ويمنحهم، في الوقت عينه، كرامة اعمل الّذاتيّ وأن يكون بعضهم علل بعض.
كي يشترك الإنسان في العناية الإلهيّة؟
إنّ الله، وهو يحترم حرّيّة الإنسان، يمنحه ويطلب منه المشاركة بأعماله وصلواته بل بآلآمه أيضًا، فاعلًا فيه “الإرادة والعمل على حسب مرضاته” (فيليبّي 13:2).
إذا كان الله كلّيّ القدرة والعناية، فلماذا الشّرّ موجود؟
عن هذه المسألة الأليمة والغامضة معًا، ما من جواب إلّا في مجمل الإيمان المسيحيّ. وليس الله البتّة علّة الشّرّ لا بطريقةٍ مباشرة ولا بطريقة غير مباشرة. إنّه ينير غموض الشّرّ بابنه يسوع المسيح الّذي مات وقام لينتصر على الشّرّ الأدبيّ الأكبر الّذي هو خطيئة البشر، أصل الشّرور الأخرى.
لماذا يسمح الله بالشّرّ؟
إيماننا يجعلنا نؤمن بأنّ الله ما كان يسمح للشّرّ لو لم يكن قادرًا على استخراج الخير من الشّرّ نفسه. وهذا ما أتمّه الله على وجهٍ رائع في موت المسيح وقيامته. فمن الشّرّ الأدبيّ الأعظم، موت ابنه، استخرج أعظم الخيور، تمجيد المسيح وفداءنا.
ماذا خلق الله؟
يقول الكتاب المقدّس: “في البدء خلق الله السّماء والأرض” (تكوين 1:1). والكنيسة في اعترافها بالإيمان تُعلن أنّ الله خالق كلّ مل يُرى وما لا يُرى، جميع الكائنات الرّوحيّة والمادّيّة أي الملائكة والعالم المرئيّ، وعلى الخصوص الإنسان.
مَن هم الملائكة؟
الملائكة خلائق روحانيّة مجرّدة، غير جسديّة وغير مرئيّة وغير مائتة. إنّهم كائنات شخصيّة لها عقل وإرادة. وهم لا ينفكّون يرون الله وجهًا إلى وجه فيمجّدونه. إنّهم يخدمونه، وهم مبعوثوه لإتمام رسالة خلاص جميع البشر.
كيف هو حضور الملائكة في حياة الكنيسة؟
الكنيسة تنضمّ إلى الملائكة في السّجود لله. وهي تطلب معونَتَهم وفي ليترجيّاها تحتفل بذكرى بعض منهم.
ماذا يعلّم الكتاب المقدّس عن موضوع خلق العالم المرئيّ؟
يعرّفنا الكتاب المقدّس، من خلال رواية “سبعة أيّام” الخلق، قيمة الخلق وهدفه الّذي هو تمجيد الله وخدمة الإنسان. لا شيء موجود إلّا وجوده من الله، ومنه ينال جودته وكماله ونواميسه ومقامه في الكون.
ما هو محلّ الإنسان في الخلق؟
الإنسان هو قمّة الخلق المرئيّ، إذ هو على صورة الله ومثاله.
ما هو نموذج العلاقات بين الخلائق؟
بين الخلائق ترابط وهرميّة أرادَها الله. وفي الوقت عينه هناك وحدة وتكامل بينها، إذ الله خالقها جميعًا، والله يحبّها جميعًا، وجميعها جُعلت لمجده. فاحترام النّواميس المحفورة في الخلق، والعلاقات النّاتجة من طبيعة الأشياء هو بالتّالي مبدأ حكمة وأساس للأخلاق.
ما هي العلاقة بين عمل الخلق وعمل الفداء؟
عمل الخلق يرقى إلى عمل أعظم هو الفداء. فالفداء هو منطلق الخلق الجديد الّذي فيه يستعيد كلّ شيء معناه الكامل وتمامه.
بأيّ معنىً خُلق الإنسان على “صورة الله”؟
خُلق الإنسان على صورة الله بمعنى أنّه يستطيع أن يعرفَ خالقه ويحبّه باختياره. إنّه، على الأرض، الخليقة الوحيدة الّتي أرادها الله لذاتها، والّتي دعاها إلى المشاركة في حياته الإلهيّة بالمعرفو والمحبّة. ولأنّ الإنسان خُلق على صورة الله فمقامه مقام شخص. فهو ليس شيئًا بل هو شخص قادر على أن يعرف نفسه وأن يبذلَ ذاتَه باختياره، وأن يدخل في شِركة مع الله ومع غيره.
لماذا خلق الله الإنسان؟
خلق الله كلّ شيء للإنسان، ولكنّ الإنسان خُلق لكي يعرف الله ويخدمه ويحبّه، ولكي يقدّم له الخليقة في صلاة شكر، في هذا العالم، ولكي يرقى في السّماء إلى حياة مع الله. وإنّ سرّ الإنسان لا يفسّره تفسيرًا حقيقيًّا إلّا سرّ الكلمة المتجسّد. والإنسان مختار لكي يعيد رسم صورة إبن الله المتأنّس، الّذي هو نفسه “الصّورة (الكاملة) لله الغير المنظور” (كولوسّي 15:1).
لماذا يؤلّف البشر وحدة؟
جميع النّاس يؤلّفون وحدة الجنس البشريّ، لأنّهم من أصلٍ واحد، من الله. وبالإضافة إلى ذلك، إنّ الله “صنع من واحد كلّ أمّة البشر” (أعمال الرّسل 26:17). ولهم جميعًا مخلّص واحد. وجميعهم مدعوّون إلى المشاركة في أبديّة الله السّعيدة.
كيف النّفس والجسد لا يؤلّفان سوى وحدة في الإنسان؟
الشّخص البشريّ هو كائن جسديّ وروحانيّ معًا. والرّوح والمادّة تؤلّفان طبيعة واحدة في الإنسان. وحدة النّفس والجسد هي من العمق بحيث أنّ الجسد الّذي هو مادّة يصبح بالمبدأ الرّوحانيّ الّذي هو النّفس، جسدًا إنسانيًّا وحيًّا، ويشترك في كرامة صورة الله.
مَن يمنح النّفس للإنسان؟
النّفس الرّوحانيّة ليست من “صنع” الوالدين، بل يخلقها الله مباشرةً، وهي غير مائتة، وعندما تفارق النّفس الجسد بالموت لا تتلاشى. وهي تعود إلى الاتّحاد بالجسد في القيامة الأخيرة.
ما هي العلاقة الّتي أقامها الله بين الرّجل والمرأة؟
خلق الله الرّجل والمرأة في مساواة بالكرامة لكونهما شخصين بشريّين، وفي الوقت عينه، في تكامل متبادل لكونهما رجلًا وامرأة. أرادهما الله الواحد للآخر، لشركة شخصين. وهما مدعوّان أيضًا إلى نقل الحياة البشريّة إذ يكوّنان في الزّواج “جسدًا واحدًا” (تك 24:2)، وإلى أن يسيطرا على الأرض، بكونهما “وكلاء” الله.
ماذا كانت حالة الإنسان الأصليّة بحسب قصد الله؟
إنّ الله، في خلقه الرّجل والمرأة، منحهما مشاركة خاصّة في حياته الإلهيّة وأقامهما في القداسة والبرارة. وفي تصميم الله ما كان على الإنسان أن يتألّم ويموت. وبالإضافة إلى ذلك كان هناك إنسجام كامل للإنسان في ذاته، وبين الخليقة والخالق، وبين الرّجل والمرأة، وبين الزّوجين الأوّلين والخليقة جمعاء.
كيف تُفهم حقيقة الخطيئة؟
الخطيئة موجودة في تاريخ الإنسان. وهذه الحقيقة لا تتّضح تمامًا إلّا على نور الوحي الإلهيّ، وخصوصًا على نور المسيح مخلّص الجميع الّذي جعل النّعمة تطفح حيث كثُرت الخطيئة.
ما هو سقوط الملائكة؟
المقصود بهذا التّعبر هو أنّ الشّيطان والأبالسة الآخرين الّذين يتكلّم عليهم الكتاب المقدّس والتّقليد الكنسيّ، قد تحوّلوا، بعد أن كانوا ملائكة خلقهم الله صالحين، إلى أشرار، إذ إنّهم باختيارهم الحرّ والثّابت، قد رفضوا الله وملكوتَه وأوجدوا هكذا جهنّم. وهم يحاولون حمل الإنسان على مشاركتهم في عصيانهم الله. ولكنّ الله يؤكّد في المسيح انتصاره الثّابت على الشّرّير.
ما هي خطيئة الإنسان الأولى؟
إنّ الإنسان، عندما جرّبَه الشّيطان، قضى في قلبه على الثّقة في علاقته بخالقه. عصى الإنسان خالقَه مريدًا أن يصيرَ “مثل الله” ولكن بدون الله، وليس بحسب الله (تكوين 5:3). وهكذا فقد آدم وحوّاء، هما وذرّيّتهما كلّها، نعمة القداسة والبرارة الأصليّتين.
الخطيئة الأصليّة؟
الخطية الأصليّة الّتي فيها يولد جميع البشر هي حالة فقدان القداسة والبرارة الأصليّتين. إنّها خطيئة “انتقلت” إلينا وليست خطيئة ارتكبناها. هي حالة ولادة وليست فعلًا شخصيًّا. وبسبب وحدة الجنس البشريّ تنتقل هذه الخطيئة إلى نسل آدم مع الطّبيعة البشريّة “لا بالاقتداء، بل عن طريق التفشّي”. ويبقى هذا الانتقال سرًّا لا نستطع إدراكه تمامًا.
ما هي العواقب الأخرى النّاتجة عن لخطيئة الأصليّة؟
جُرحَت الطّبيعة البشريّة في قواها الطّبيعيّة من جرّاء الخطيئة الأصليّة، وإن لم تنفسد تمامًا، وخضعت للجهل والألم، ولسيطرة الموت، ومالت إلى الخطيئة. وهذا الميل يُسمّى “شهوة“.
ماذا فعل الله بعد الخطيئة الأولى؟
بعد الخطيئة الأولى طغت الخطايا على العالم، ولكنّ الله لم يترك الإنسان تحت سيطرة الموت. بل، على العكس، أعلن بطريقةٍ سرّيّة- في ما يُسمّى “الانجيل الأوّل” (Protévangile) (راجع تكوين 15:3) – التّغلّب على الموت وإقالة الإنسان من سقطته. وهذه هي البشرى الأولى بالمسيح الفادي. ولذلك بلغ الأمر حدّ وصف السّقوط بالخطيئة السّعيدة إذ “استحقّت هكذا فاديًا عظيمًا” (ليترجيّا سهرة الفصح).