مَن هم المؤمنون؟
المؤمنون هم الّذين، لكونهم انضمّوا إلى المسيح بالمعموديّة، أصبحوا أعضاء في شعب الله. ولكونهم أُشرِكوا، بحسب حالتهم الخاصّة، في وظائف المسيح الكهنوتيّة والنّبويّة والملكيّة، فهم مدعوّون إلى ممارسة الرّسالة الّتي أناطها الله بالكنيسة. وتبقى بينهم مساواة حقيقيّة بسبب ما لهم من كرامة أبناء الله.
كيف يتألّف شعب الله؟
في الكنيسة، بلإنشاء إلهيّ، خدّام مقدّسون، نالوا سرّ الكهنوت، وهم يكوّنون هيكليّة تراتبيّة للكنيسة. الآخرون يُسمَّون علمانيين. ومن هؤلاء وأولئك يخرج مؤمنون يكرّسون أنفسهم لله بوجه خاصّ باعتناقهم المشورات الانجيليّة: العفّة في حياة العزوبة، والفقر، والطّاعة.
لماذا أنشأ المسيح هيكليّة للسّلطة الكنسيّة؟
أنشأ المسيح للكنيسة سلطةً تراتبيّة في سبيل رسالة رعاية شعب الله باسمه. ولذلك أعطاها السّلطة. وهذه الهيكليّة التّراتبيّة تتألّف من خدّام مقدّسين: أساقفة، وكهنة، وشمامسة إنجيليين. بسرّ الكهنوت يقوم الأساقفة والكهنة بممارسة خدمتهم باسم المسيح – الرّأس وفيه، والشّمامسة الإنجيليّون يقومون بخدمة (ذياكونيّا) شعب الله بالكلمة، والّليترجيّا، والمحبّة.
كيف يتحقّق الطّابع الجماعيّ للخدمة الكنسيّة؟
إنّ وحدة أعضاء السّلطة الكنسيّة، على مثال الرّسل الاثني عشر، المختارين والموفدين معًا من قبل المسيح، هي في خدمة شركة جميع المؤمنين. وكلّ أسقف يمارس خدمته ضمن الهيئة الأسقفيّة، في الشّركة مع البابا، وهو يضطلع معه بالاهتمام بالكنيسة جمعاء. والكهنة يمارسون خدمتَهم ضمن مجلس الكهنة في الكنيسة الخاصّة، في الشّراكة مع الأسقف وتحت سلطته.
لماذا هناك للخدمة الكنسيّة طابع شخصيّ؟
للخدمة الكنسيّة أيضًا طابع شخصيّ، لأنّ كلّ واحد، بفعل سرّ الكهنوت، هو مسؤول أمام المسيح الّذي دعاه شخصيًّا وهو ينوط به رسالة.
ما هي رسالة البابا؟
البابا أسقف روما وخليفة القدّيس بطرس، هو المبدأ الدائم المنظور، والأساس لوحدة الكنيسة. إنّه نائب المسيح، ورأس الهيئة الأسقفيّة وراعي الكنيسة جمعاء. وله عليها، بإنشاء إلهيّ، سلطانٌ كامل، أعلى، مباشر وشامل.
ما هي مهمّة الهيئة الأسقفيّة؟
الهيئة الأسقفيّة، في الشّركة مع البابا، وليس أبدًا بدونه، تمارس ايضًا على الكنيسة سلطانًا أعلى وكاملًا.
كيف يمارس الأساقفة مهمّة التّعليم؟
على الأساقفة، في الشّركة مع البابا، واجبالتّبشير بالانجيل لجميع البشر بأمانة وبسلطان. إنّهم الشّهود الأصيلون للإيمان الرّسوليّ، المتمتّعون بسلطان المسيح. وشعب الله، بحسّ الإيمان الفائق الطّبيعة، يتمسّك تمسّكًا ثابتًا بالإيمان بقيادة السّلطة الكنسيّة التّعليميّة.
متى تُمارس عصمة السّلطة الكنسيّة التّعليميّة؟
تُمارس العصمة عندما الحبر الأعظم بسلطانه كراعٍ للكنيسة، أة الهيئة الأسقفيّة في الشّركة معه ولاسيّما عندما يكونون ملتئمين في مجمعٍ مسكونيّ، يعلنون بفعلٍ نهائيّ عقيدة متعلّقة بالإيمان أو الأخلاق، أو عندما يُجمع البابا والأساقفة في تعليمهم العاديّ على إعلان عقيدة بأنّها نهائيّة. وعلى كلّ مؤمن قبول هذا التّعليم في طاعة الإيمان.
كيف يمارس الساقفة مهمّة التّقديس؟
يقدّس الأساقفة الكنيسة بتوزيع نعمة المسيح بخدمة الكلمة والأسرار، وخصوصًا الإفخارستيّا. وكذلك أيضًا بالصّلاة وبمثلهم وعملهم.
كيف يمارس الأساقفة مهمّة السّياسة والحكم؟
كلّ أسقف بكونه عضوًا في الهيئة الأسقفيّة، هو معنيّ بطريقة جماعيّة بالاهتمام بجميع الكنائس الخاصّة، وبالكنيسة جمعاء، بالاتّحاد مع الأساقفة الآخرين المتّحدين مع البابا. والأسقف الّذي عهد إليه في كنيسة خاصّة يسوسها بقوّة السّلطان المقدّس الّذي له شخصيًّا وعاديًّا ومباشرًا، ويمارسه باسم المسيح الرّاعي الصّالح، في الشّركة مع الكنيسة جمعاء، بإشراف خليفة بطرس.
ما هي دعوة المؤمنين العلمانيين؟
دعوة المومنين العلمانيّة الخاصّة أن يطلبوا ملكوت الله، بتوضيحهم وتدبيرهم الحقائق الزّمنيّة بحسب الله. وهكذا يحقّقون الدّعوة إلى القداسة والرّسالة الموجّهة إلى جميع المعمّدين.
كيف يشارك العلمانيّون في مهمّة المسيح الكهنوتيّة؟
إنّهم يشاركون فيها، إذ يقدّمون – بمثابة ذبيحة روحيّة “مقدّمة لله بيسوع المسيح” (بطرس الأولى 5:2) ولاسيّما في الإفخارستيّا – حياتهم الخاصّة مع نشاطاتهم، وصلواتهم، ومشاريعهم الرّسوليّة، وحياتهم العيليّة وعملهم اليوميّ، وصعوبات الحياة الّتي يتحمّلونها بطول أناة، وأوقات تسليتهم الجسديّة والرّوحيّة. فالعلمانيّون الملتزمون لأجل المسيح والمكرَّسون بالرّوح القدس يقدّمون هم أيضًا لله على هذا النّحو العالم نفسه.
كيف يشاركون في مهمّته النّبويّة؟
إنّهم يشاركون بتقبّلهم المتزايد دومًا في الإيمان كلمة المسيح، وإعلانها للعالم بشهادة سيرتهم وبالكلمة، وبالعمل التبشيريّ والتّعليم المسيحيّ. وهذا العمل التبشيريّ يكتسب فعاليّة خاصّة بكونه يتمّم في الأوضاع العاديّة للحياة في العالم.
كيف يشاركون في مهمّته الملكيّة؟
يشارك العلمانيّون في مهمّة المسيح الملكيّة بقبولهم منه سلطة الانتصار على الخطيئة في ذواتهم وفي العالم، بكفرهم بأنفسهم، وبقداسة حياتهم. وهم يزاولون خٍدَمًا مختلفة في خدمة الجماعة، ويُدخلون على أنشطة الانسان الزّمنيّة وعلى مؤسّسات المجتمع قيمة أخلاقيّة.
ما هي الحياة المكرّسة؟
إنّها حالة حياة تعترف بها الكنيسة. وهي تلبية حرّة لدعوة خاصّة من المسيح، يعطي فيها الأشخاص المكرَّسون ذواتهم كلّيًّا لله، ويسعون إلى كمال المحبّة بفعل الرّوح القدس. ويتميّز هذا التّكرّس بممارسة المشورات الإنجيليّة.
ماذا تجلب الحياة المكرّسة لرسالة الكنيسة؟
تشارك الحياة المكرّسة في رسالة الكنيسة بتسليم الذّات كلّيًّا للمسيح وللإخوة، والشّهادة لرجاء ملكوت السّماوات.