تثبيت الشركة الكنسية في الفاتيكان بين البابا والبطريرك… الراعي: سنعمل معا للحفاظ على ثوابت تاريخية وقيم عرفت بها كنيستنا
(الخميس 14 نيسان 2011(
أقيم في صالة البابا كليماندوس الثامن في حاضرة الفاتيكان، احتفال تثبيت الشركة الكنسية بين رأس الكنيسة الكاثوليكية البابا بينيديكتوس السادس عشر ورأس الكنيسة المارونية البطريرك مار بشارة الراعي، تخلله لقاء ثنائي بين البابا والبطريرك تحول الى لقاء عام شارك فيه ممثل رئيس الجمهورية الوزير بطرس حرب، ممثل رئيس مجلس النواب النائب عبد اللطيف الزين والوزراء جبران باسيل، سليم الصايغ، فادي عبود، جان اوغاسبيان، زياد بارود، وائل ابو فاعور، والنواب: ابراهيم كنعان، ستريدا جعجع، سامي الجميل، وليد الخوري، سيمون ابي رميا، عباس هاشم، الان عون، ايلي كيروز، روبير فاضل، اميل رحمة، رياض رحال، هادي حبيش، عاطف مجدلاني، نهاد المشنوق، السفير في روما جورج خوري، الوزير السابق طراد حمادة ممثلا “حزب الله”، احمد الحريري ممثلا “تيار المستقبل”، السيدة جويس الجميل، الكاردينال ليوناردو ساندري، الكاردينال موسى داود، رئيس بلدية جبيل زياد الحواط، المؤسسة المارونية للانتشار الوزير السابق ميشال اده، ووفد من المؤسسة، رئيس الرابطة المارونية جوزف طربيه، ووفد من الرابطة وحشد من اللبنانيين الذي قدموا من مختلف انحاء العالم، وممثلون لوسائل الاعلام العربية والاجنبية.
والقى البطريرك الراعي كلمة قال فيها: “فرح كبير لنا أن نكون أمامكم وبصحبتنا مجموعة من الاحباء اللبنانيين المسيحيين والمسلمين، للتعبير عن محبتنا وتقديرنا لقبولنا الشركة الكنسية. الكنيسة المارونية بقيمها وتاريخها تبقى متصلة ومرتبطة بالكرسي الرسولي، وخصوصا على ضوء الارشاد الرسولي رجاء جديد للبنان الذي أصدره سلفكم، وهي تبقى باتحاد مع سائر الكنائس بروح من المحبة والتفاهم، وينضم الي صاحب النيافة مار نصرالله بطرس والاخوة المطارنة، وأضع ذاتي بتصرفكم معلنا خضوعي البنوي لقداستكم. في هذه الظروف الصعبة نعلن أننا سنعمل معا بكل مؤسسات الكنيسة وهيكليتها للمحافظة على الثوابت التاريخية والقيم التي عرفت بها كنيستنا، بشفاعة قديسنا والطوباويين. من هنا اختيار شعار شركة ومحبة، معبرين عن اتحادنا الدائم للكرسي الرسولي، وطالبين بركتكم الابوية لنا وللكنيسة المارونية ولكل مكونات الوطن اللبناني”.
وشكر البطريرك البابا، واعتبر “أن هذه الزيارة ستكون التعبير الحسي عن تعلق الكنيسة المارونية بكرسي بطرس ووحدته مع كنيسة بطرس”، واعدا “بالمحافظة على قرارات هذه الكنيسة التي أعطت الكثير من القديسين، وهم مثال له في حبريته، من مار مارون الى مار شربل ورفقه وجميع قديسي لبنان”، وأكد التعاون مع الاساقفة الموارنة لمتابعة مسيرة أسلافه، وعلى رأسهم البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير الذي سيبقى مثالا لنا في خدمته البطريركية”.
بعدها كانت كلمة البابا الذي قال: “هذه الزيارة الاولى لخليفة بطرس بعد انتخابكم على رأس الكنيسة المارونية لانطاكية، وهي مناسبة مميزة للكنيسة العالمية. وإني سعيد بلقائكم مع المطارنة والكهنة والاشخاص المعنيين والمؤمنين للاحتفال بالشركة الكنسية المقدسة التي أعلمتكم بها في رسالة في 24 آذار. وقد أتى انتخابكم بعد أيام على اختتام السنة المقدسة التي أعلن عنها للاحتفال بالذكرى ال 1600 لوفاة القديس مارون كأعظم ثمرة للنعم التي حصل عليها لكنيسته”.
أضاف: “أحييكم بحرارة، أنتم الذين أتيتم لتكونوا مع بطريرككم في هذه اللحظة المهمة للشركة الاخوية ولوحدة الكنيسة المارونية مع كنيسة روما، وهو ما يبرز أهمية وحدة الكنيسة الكاثوليكية. وإن وجود الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير بيننا يسمح لي ان اعبر له عن محبتي وشكري له لتكريسه 25 سنة من حياته ليقود الكنيسة المارونية وسط التاريخ المضطرب”.
وأكد “أن هذه الشركة الكنسية ستجد ترجمتها الاصلية قريبا في الليتورجيا الالهية، حيث ستتم مشاركة الجسد الوحيد ودم المسيح، وهنا ستظهر الشراكة التامة في أوجها بين خليفة أمير الرسل والخليفة ال77 لمار مارون، أبي رأس كنيسة إنطاكية للموارنة، هذا الكرسي الرسولي الجليل، حيث حصل المؤمنون بالمسيح لأول مرة على اسم “مسيحيون”. ولأنكم في قلب الشرق الاوسط لديكم مهمة عظيمة تجاه الانسان، هي محبة المسيح التي تحضكم على الاعلان لهم عن الخير السار، وهو الخلاص”.
وقال: “خلال السينودس الذي دعوت اليه في تشرين الأول 2010، تم التذكير مرارا بالضرورة الملحة لتعريف الانجيل للاشخاص الذين لا يعرفونه إلا قليلا، والذين ابتعدوا عن الكنيسة.مع كل القوى الحية الموجودة في لبنان وفي الشرق الاوسط، أعرف أن غبطتكم ستفرحون بإعلان هذه الشركة وكلمة الحياة وعيشهما، وذلك للعودة الى حرارة الايمان التي تمتع بها المؤمنون الاوائل الذين ثابروا في التزامهم تعاليم الرسل وكانوا أوفياء للشراكة الاخوية، لقطعة الخبز والصلوات”.
ولاحظ “أن هذه المنطقة من العالم التي باركها البطاركة والانبياء والرسل والمسيح شخصيا بوجودهم وبتعاليمهم، تتوق الى السلام الدائم الذي يمكن أن ترسيه كلمة الحقيقة. ستتابعون مهمتكم من خلال إعطاء الشباب تربية انسانية وروحية، أخلاقية وفكرية، وذلك بفضل شبكتكم التعليمية التي أعرف جودتها ونوعيتها، وأتمنى أن يعترف المجتمع بدوركم في تربيتهم كي تتنقل القيم الاساسية دون تفرقة وكي يصبح شباب اليوم، رجالا ونساء، مسؤولين في عائلاتهم وفي المجتمع، وذلك ليسود التضامن والاخوة بين كل مكونات الامة”.
ووجه الى شباب لبنان كل تقدير ومحبة، وذكرهم بأن الكنيسة والمجتمع في حاجة الى حماستهم وأملهم، وقال: “لذلك أدعوكم الى تكثيف تأهيل الكهنة والشباب الذين يتلقون دعوة الرب في أبرشياتكم ورهبانياتكم كي يكونوا شهودا أصيلين لكلمة الله، وفيساعدوا المؤمنين على تثبيت حياتهم ومهماتهم بالمسيح. أوجه لكم امنياتي الاخوية كي يساندكم الروح القدس خلال تأدية مهمتكم، ويعزيكم في الصعاب ويقدم لكم فرح الارتقاء بالكنيسة، إيمانا وعددا.وفي بدء مهمتكم، أعود وأردد لكم كلمات المسيح لتلاميذة: “لا تخف أيها القطيع لأن أباك سيعطيك ملكوته”.
وختم:”أحيي الشعب اللبناني، وأضعكم في كفالة سيدة لبنان لأنكم ابن الرهبنة المريمية المارونية، وأعطيكم من كل قلبي البركة الرسولية لكم وللاساقفة والكهنة وجميع مؤمني بطريركيتكم”.
ووصفت النائب ستريدا جعجع هذا اليوم في روما “بالعظيم”، وقالت: “هذا الحدث الكنسي له معنى وطني كبير، فهو يرسخ من جديد العلاقة التاريخية بين الفاتيكان والبطريركية المارونية، ونحن هنا كقوات لبنانية الى جانب البطريرك الراعي الذي نعول عليه أهمية كبرى، وتحديدا في هذا الظرف السياسي الاستثنائي الذي نمر به في لبنان، ونحن الى جانبه لكي يوفقه الله في المهمات الجديدة التي سيقوم بها، ونحن في جو اللقاء المسيحي الذي سيعقد في بكركي، ونتمنى للبطريرك الراعي التوفيق في جمع القيادات المسيحية واللبنانية”.