كان أحد عيد الفصح، 16 نيسان 2006. شاركت في قداس منتصف الليل. وبعد القداس هنأنا المؤمنين في صالون الرعية بالعيد: “المسيح قام، حقاً قام”. وأكلنا الشوكولا وشربنا النبيذ. وذهبت الى النوم الساعة 2:30 بعد منتصف الليل. حين كنت نائماً، أتاني حلمٌ ليس كباقي الأحلام: رأيت طريقاً طويلة وعلى هذه الطريق ثلاثة أشخاص دروز. ثمّ رأيت وجه يسوع في حضور إلهي عظيم. كان وجهه مشعّاً. كان ينظر إليّ ولكن الأشخاص الثلاث لم يستطيعوا رؤية وجهه. كان هناك حديث بيني وبين الرب، حديث صامت ولكنه مفهوم. وكأن القلوب كانت تتحاور. ثم قال الرب يسوع: “تحدّث معهم. أرهم محبتي”. عندما قال ذلك انتابتني مشاعر من المحبة لا توصف تجاه الشعب الدرزي وكأنني أريد أن أغمرهم جميعاً. ثم قال الرب يسوع: “قل لهم أنني لست هنا لألغي قيمهم بل لأكمّلها. قل لهم أن كل حكمة في كل كتاب ديني في جميع الديانات غير كافية. كل حكمة العالم غير قادرة على إعطاء السلام للإنسان. فقط طريق الصليب هو الطريق الوحيد الحقيقي للسلام.”
ثم استيقظت ونسيت إنني حلمت هذا الحلم وكأنه لم يكن. قدّست عند الراهبات الساعة 9:30 صباحاً. ثم ساعدت كاهن الرعية في قداس الساعة 11 قبل الظهر. وبعد القداس تبادلنا التهاني بالعيد: “المسيح قام، حقاً قام”. أكلنا الشوكولا وشربنا النبيذ. ثم دخلت الكنيسة. لم يكن هناك أحداً. لمحت رجلاًً في المزار. وكانت زوجته معه وابنته (في العشرينات). كان الرجل يسحب ورقة من أقوال الأب القديس بيو. سألته: “ماذا يقول لك الأب بيو؟” قال: “في هذه الحياة كل إنسان عنده صليب. لكن يجب أن نتصرّف بطريقة أن نكون لا كاللص اليسار بل كاللص اليمين.” شرحت هذا القول، ثمّ سألتهم: “من أين أنتم؟” فسمّوا ضيعة درزية. تساءلت في نفسي: “ماذا يفعل هؤلاء الدروز في مزار العذراء؟” حينئذ قامت الزوجة بإخباري قصتها: “جئنا الى هنا لنوفي نذر للعذراء. كنت مريضة جداً وقال لي الطبيب أنه يجب أن تجرى لي عمليات كثيرة. فخفت ويأست وبدأت أصلي. وفي إحدى الليالي، أتتني إمرأة في الحلم. كانت رائعة الجمال. إقتربت مني. رأتني أبكي. قالت لي لا تخافي. سألتها ماذا أفعل. قالت إذهبي الى شجرة الأنين وهي تشفيك. سألتها أين أجد شجرة الأنين هذه. قالت إبحثي عنها فتجدينها. ثم استيقظت. وتساءلت النهار كله ما عسى أن تكون شجرة الأنين. ثم قلت قد تكون رمزاً مسيحياً: الأنين = آلام المسيح. فقررت أن أزور الكنيسة. كان ذلك منذ 3 سنوات. أتيت الكنيسة وصليت ومنذ ذلك الوقت اختفى المرض كلياً. لقد شفيت تماماً ولم أجري أية عملية. واليوم، في هذا اليوم العظيم، عيد الفصح، قلت لزوجي أن نأتي ونكرّم العذراء، وها نحن هنا.” وقال الزوج: “شعرنا بقوة تدفعنا الى هذه الكنيسة اليوم.” ذهلت لسماعي هذه القصة. ودهشت لهذا التعبير اللاهوتي الرائع “شجرة الأنين”. وقمت بتفسير الحلم: “: الشجرة التي أغرقت العالم بالظلام هي شجرة آدم وحواء والشجرة التي خلّصت العالم هي الصليب. الأنين في العهد القديم هو نتيجة الخطيئة الأصلية والأنين في العهد الجديد هو آلام المسيح الفادي على الصليب. شجرة الأنين تعني المسيح المصلوب. وأنت أتيت الى الكنيسة بدعوة من المرأة الجميلة التي هي العذراء مريم. وصليت أمام يسوع المصلوب الذي شفاك”. عندما شرحت رموز الحلم قامت الإبنة وسألتني: “أبونا، أنا حلمت حلماً ولكنني لم أفهمه، هل تستطيع شرحه؟”قلت: “طبعاً”. قالت: “رأيت رجلاً لابساً ثياباً بيضاء. كان يشعّ نوراً عظيماً. وكان يدير ظهره، لذلك لم أرى سوى ظهره. عندما رأيته خفت. ثم قال لي رأيت ظهري وخفت، ماذا ستفعلين لو أريتك وجهي؟”
عندما سمعت هذا الكلمات، تذكرت الحلم الذي رأيته هذا الصباح وكيف كنت أرى المسيح وأما الثلاثة فلا. تذكرته بطريقة واضحة وقلت: “لحظة لحظة، وجودكم هنا ليس بالصدفة. هذا الصباح رأيت حلماً أتحدث الى ثلاثة دروز وأنتم ثلاثة. والمسيح عنده رسالة لكم.” قالوا: “ماذا يقول لنا المسيح؟” قلت: “المسيح يقول لكم أنه ليس هنا ليلغي قيمكم بل ليكمّلها. وأن كل حكمة في كل كتاب ديني في جميع الديانات غير كافية. وأن كل حكمة العالم غير قادرة على إعطاء السلام للإنسان. وأن طريق الصليب هو الطريق الوحيد الحقيقي للسلام.” بعد ذلك تحدثنا كثيراً وذهبوا وقلوبنا يملأها فرحاً.