(الصورة مأخوذة من موقع التيار الوطني الحر)
عقد لقاء ضم القيادات المسيحية بمبادرة من البطريرك الماروني الجديد مار بشارة بطرس الراعي، بهدف البحث في الثوابت الوطنية التي تجمع هؤلاء القادة. وضم اللقاء رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب امين الجميل والنائبين ميشال عون وسليمان فرنجية.
وقال بيان صادر عن البطريركية ان “الاجتماع كان اخويا ووطنيا بامتياز ساده جو من الصراحة والمسؤوولية والمودة”.
واوضح البيان الذي تلاه المسؤول الاعلامي في البطريركية وليد غياض امام الصحافيين انه “تمت مقاربة المواضيع المطروحة انطلاقا من التمييز بين ما هو متفق عليه وما هو خاضع للتباينات السياسية المشروعة في وطن ديموقراطي يحترم الحريات والفروقات مع المحافظة على وحدة الوطن واحترام ثوابته وصون مصالحه الاساسية”.
وعرض المجتمعون في حضور الراعي واربعة اساقفة الثوابت المسيحية التي ينطلق منها عملهم السياسي والثوابت الوطنية التي يتوحد حولها جميع اللبنانيين، حسبما جاء في البيان.
واستمع القادة خلال اجتماعهم االى حديث روحي ادلى به الراهب الحبيس يوحنا خوند الذي “خرج من محبسته للمرة الاولى منذ دخوله اليها بتفويض خاص” من البطريرك.
واعلن بيان البطريركية ان لقاءات اخرى متممة ستعقب هذا اللقاء كلما دعت الحاجة.
الحبيس يوحنا خوند تحدث لمدة 50 دقيقة في لقاء بكركي.فمن هو الحبيس يوحنا خوند وما هي أقواله؟
أنا سنة ال1947 دخلت على الرهبنة وكان عمري 11 سنة وكنت اشطر ولد بالضيعة. جيت اول سنة جمعة على
الدير وتاني سنة جمعتين وثالث سنة ظهر مار شربل سنة 1950 وصار يعمل عجائب.وانا دخلت على الدير.
وكان عندي أخ اكبر مني، عمره اربعة عشر، بعد كم شهر من دخولي الدير، سخن وغاب عن الوعي وصاروا يفوتولوا الأكل من مناخيره. وبعد مرضه بسنة ونصف جابوه على دير الصليب وبعد ما قعد 9 اشهر بدير الصليب، راح احد قرايبنا زار مار شربل وأخذ معه قطنة مسحها بالقبر ورجع من مار شربل لعند خيي بدير الصليب، زاره ومسحله راسه بالقطنة، وصلى فوق راسه ابانا والسلام وفل.
بالليل سمعت راهبة من الراهبات صوت “يا امي بدي آكل” وصارت تفتش عن الصوت ولما وصلت على تخت خيي سألته :” شو باك يا فؤاد ؟” واهتمت فيه وطعمته. تاني يوم نزلت الخبرية بالجرايد وكان ابونا قزي مسؤول عني ندهلي وسألني :”بتعرف مين هالشاب ” فقلتله :”خيّ” . فأخدني ابونا قزي معه بالسيارة حتى نزور خيي يلي عرفني مع انه كان صرله ثلاث سنين مش شايفني!
وخلقت بقلبي فكرة اني رح إشكر مار شربل وبدي امشي على خطاه واذا الله اعطاني عمر، بدي اعمل كاهن. سنة 58 رحت على روما ودرست اللاهوت وارتسمت ورجعت على الكسليك وبعتوني اتخصص بالانجيل . وكان لازم علم 25 سنة قبل ما فكر ادخل محبسة. وكنت دايما زور محبسة مار شربل ووادي قاديشا.
سنة 1959 قرروا بالدير انه لازم نعمل فيلم عن مار شربل وكان علي العب دور خادم مار شربل، وابونا مونس لعب دور شربل، وابونا جان دور رفيق مار شربل. وقبل التمثيل عشنا رياضة روحية 3 ايام في المحبسة وتعمقنا بحياة مار شربل وتأثرت بهالخبرة كتير. ورجعت على الكسليك مع نغصة بقلبي انو ليش ما في اتنسك؟
وكانوا يخبروا انه بوادي قاديشا يوم الأحد كان البخور يعمل غطيطة على كترة النساك. وكنت قول دايما انه لازم يكون في حبساء بالكنيسة والا بيكون في نقص.
ولكن لما انتهيت من الدراسة سنة 1970 كان علي اوفي ديوني للرهبنة يللي علمتني وحتى يكون ضميري مرتاح لازم علم 25 سنة. وحسب القوانين غير مسموح التنسك قبل عيش 15 سنة بالدير مع الرهبان وبعدها يمكن ان يسمح له بالتنسك.
وكنت اقصد محبسة مار شربل دايما حتى ايام الشتاء وبالليل وكان ابونا بطرس الله يرحمه هونيك ومرة طلعت الساعة 11 وبالثلج.
لما خلصت الخمسة وعشرين سنة تعليم، قعدت سنتين فتش عن بديل ياخذ عني تعليم الكتاب المقدس. وجاء ابونا اسعد جوهر اخد عني المهمة. وكتبت المكتوب وطلبت اتنسك وقعدت سنة بمار مطانيوس قزحيا ورجعت جيت لهون من سنة 1998.
كيف تقضي اوقاتك؟
كنت اول ما جيت اشتغل كتير بالأرض لحد ما مرة بعد خمس ساعات شغل وقعت وكسرت ايدي، فأمروني بان لا اعمل الا في الكتب. والصلاة والتأمل.
اقدس الساعة الخامسة والنصف بعد الظهر كل يوم لأنه في هذا الوقت يأتيني راهب بطعام العشاء ويقدس معي.
كيف صرت تكتب شعر؟
لما كنت بروما كنت اتعلم بمدرسة بعيدة ساعتين عن الدير وكنت اطلع على الاوتوبيس حامل الكتب بايد وبايد بدي اتهدى، وكنت قضي ساعة بالروحة وساعة بالرجعة كل يوم. واجتني فكرة اختراع شي يسليني. فقلت بتأمل بمشهد من الإنجيل وبعمله شعر. وأول مشهد اخدته هو معمودية يسوع. كنت لما اوصل على المدرسة اكتب سطر او سطرين حتى ما انسى وانا وراجع كفي التأمل ولما اوصل اكتب بيت او بيتين. وسبت واحد ما اكتب . بآخر الشهر او شهرين تخلص القصيدة.
وأول قصيدة كتبتها (بالاذن منك يا يسوع) يسوع يا زينة شباب الناصرة/ يا لفرحتك كل الصبايا ناطرة/وسرك بتوبك حافظوا تلاثين سنة/ وفكرتك ع قلوب البشر مش خاطرة.
ليش استأذنت يسوع قبل ما تحكي؟
لأنه لما تكون عم تصلي بتقول قبل بارخمور او بارك يا سيد وهو السيد!
خبرنا ولا مرة شكيت بدعوتك؟
مرة واحدة وما عدت شكيّت
كان عمري اربعة عشر سنة وكنت بعدني ساهي، وعرفت بعدين من الراهب الناظر انه لما خلصت اول سنة كانوا كلهن بدهن يطردوني لأنني شيطان وكنت طايش إلا الناظر يلي قال هالصبي عنده شي مميز.
ومرة كنت وحدي بالدير وكانوا كل الولاد (70-80 ولد بالفرصة) درست ونزلت على الغذاء بغسطا وكنا بعد الغذاء نطلع نزور القربان ونصلي مرة ابانا ومرة السلام والمجد عن نية الموتى يللي اكلنا من تعبهم.
وعملت الاشياء بصورة تلقائية (اوتوماتيك) متل ما تعودت.
ولما وصلت على الباب حدا سألني :”انت وحدك، مع مين كنت عم تحكي؟” رجعت دخلت وغلقت الباب وركعت وكانت لحظة من عمري. وقلتله :”انت يا يسوع يللي عم تحكي وتسأل؟ وانا بوعدك انو مش رح اترك الدير بس اذا ما بدك ياني البطني وزتني.”
آخر سؤال؟
شو تأثير أهلك عليك؟
نحنا بالبيت كنا بنتين وست صبيان. اول ولد بنت وآخر ولد بنت والشباب بالنص.
وكان عمو لبيي خوري اسمه داوود وكان حلمو انه واحد منا يصير خوري.
ولكن خيي الكبير دخل بالجيش والثاني اهتم بالأرزاق، والثالث جيش، والرابع توفى والخامس يلي كان مريض فؤاد قال ك:” لأ” . وكان عمي الخوري متضايق من انه اخوتي ما بيحبوا يكونوا خوارنة فقال لبيي لما خلقت هيذا الولد بدي عمدو، وسماني على اسمه داوود وعلمني من انا وصغير كيف بدق الناووس ويضل يقلي انه لازم اعمل خوري متله.
ولما وعيت شوي اجوا رهبان من الرهبنة الانطونية على الضيعة وهم عندهم دير حدنا لمار بطرس وبولس، وصاروا يوزعوا صور على الأولاد، وشفتهم شباب وفرحانين. ودخلت فكرة الراهب بقلبي وقلت بدي كون متل هالشباب الفرحانين ومش متل هالخوري الختيار الحزين.
وعندي كتير ذكرى حلوة من أهلي انو كل ليلة كنا نركع ل11 شخص امي وبيي واخوتي كلهم ونصلي ولما نخلص نقوم نبوس ايد امي وبيي. وبعده صوت بيي بديني وهو عم بيقول الصغار على النوم والكبار فيكن تروحوا على السهرة.
وانههينا اللقاء بان وقف الحبيس على باب المحبسة مبتسما ومودعا حاملا كرتونة وزع علينا ما فيها من معمول (أفران) محشو فستق حلبي او تمر. أكيد احد الزوار اهداه هذا الحلو وهو لا يأكله!
وهيك فرحنا وتأملنا وصلينا واكلنا شي طيب وتمنيناكم تكونوا معنا..
من أقواله –
هو الحبيس الثالث من الرهبنة اللبنانية وهنالك أيضا ابونا مطانوس في دير قزحيا والراهب داريو وهو كولومبي يقيم في مار حوقا.
– سمعت انه احد الآباء بالمناطق يلي تهدمت فيها الجسور (بالفيدار)، قال بالوعظة يوم عيد الصليب نحنا عنا جسر ما في قوّة بالعالم، ولا طيران، ولا تفجير بيقدر يكسروا هو جسر “صليب يسوع”! حلو ايماننا. حلو التحدي، يسوع تحدى الموت والألم وشر الإنسان. قديش صبوا عليه غضب وصلبّوا وخبطوا وجعلوا انسان منبوذ ومتروك ويسوع ساكت ويقول يا رب اغفر لهم.
ولكن لما اعمل سجود لازم يكون عندي شوق لأتناوله ليصير الحوار دايم بالحب بيني وبين يسوع.
شو هالسر الرهيب المناولة والقربان يللي أحسن من الخليوي (Cellular)، لأنه الخليوي، بدك تحط نمرة وتسجلها وتطلبها وتنتظر اجابة ويمكن ما حدا يجاوبك، بينما يسوع دايما على الخط وباللحظة.
– اجمل شي بحياتي المناولة الروحية، ببلع بريقي واتناول روحيا. وكتبت شعر بيبلش هيك ” تذكر شو قالت رفقة القديسة وصوتها مسموع، قد ما بتتنفس تبقى بالشوق تناول يسوع”. الفكرة من رفقا والكلمات مني.
– ومار شربل هو وعم ينازع كان عم يقول هذه الجملة. حلو انه اللجنة البطريركية المارونية، التي يترأسها المطران الجميل، قد وعت لأهمية هذه الصلاة. وان الخبز والخمر يللي تقدسوا غير منفصلين ذبيحة دموية. جسد ودم يسوع ، من هيك الكاهن بيمزجهن تيرمز للطبيعتين البشرية والالهية. ورفع القربانة هو دلالة على ارتفاع الصليب بالقيامة والمجد.
– في كل انواع الموت الموت هو سقوط ما عدا الصلب، الصلب بيرفعو المصلوب ‘ ارفع اي اصلب.
الراعي يجمع المتخاصمين.. ومصافحة «عادية» بين جعجع وفرنجية .«ديوك الموارنة»
تأمّلوا وصلّوا.. وغابت نجوميتهم بوجود «الحبيس»
(السفير 20 نيسان 2011)
غراسيا بيطار-
لقاء المصافحات الخالية من القبل. طاولة مستطيلة «محاصرة» بهامتين روحانيتين.
البطريرك السابع والسبعون و«بونا حنا». الراعي الذي «لوّح» بعصاه لـ«خرافي التي
تعرفني» و«الحبيس» صاحب الباع الطويل في محاكاة «المقاتلين» في الثكنات والجبهات
و«نجم» اللقاء المسيحي بلا منازع. بقية الكراسي يشغلها مطرانان وأربعة قادة موارنة
كانوا سبب «الجمعة» وسيشكلون «نتيجتها». تحدّث المجتمعون في كل شيء وفي لا شيء.
فالوقت الآن للصورة وأما متنها ففي جولات لاحقة يقول الجميع إنه مستعدّ لخوضها.
عشرة موارنة «افترشوا» فسحة «الكنيسة الأم» ليدلوا بدلوهم في الحضور والدور
المسيحي و«قافلة» ما يتفرّع عنهما من هواجس وتحديات. وكما في حضرة «المصلوب» على
رأس الطاولة لجهة «الحبيس» كذلك عند درج الصرح حيث ارتفع صليب خشبي واكب المناسبة
كتب عليه «صليب الوحدة صليب الخلاص». تبع ضيوف بكركي وأبناؤها «العنوان – الدليل»
فقادهم الى الصالون الصغير، حيث وافاهم «ربّ البيت» وحيّاهم وشهد على مصافحاتهم
ودعاهم الى الصالون الكبير.
الطاولة المستطيلة ذات الرأسين الروحيين، توزّع
عليها الجالسون وفق «اختلافهم»: ميشال عون مقابل أمين الجميّل، سليمان فرنجية مقابل
سمير جعجع. الى يسار الراعي جلس كل من عون وفرنجية والمطرانان بولس مطر وسمير
مظلوم. وإلى يمينه جلس الجميّل وجعجع والمطرانان رولان أبو جودة ويوسف بشارة. أمام
المطارنة نسخة من «شرعة العمل السياسي» الصادرة عن الكنيسة المارونية. وأمام
السياسيين علبتان بلاستيكيتان صغيرتان في كل منها مسبحة بيضاء وأخرى حمراء بالإضافة
الى صحون كبيرة من الحلويات الخفيفة والعكك المحلّى.
«تموّن» السياسيون
روحياً فتشبّعوا بعض سلام. يسمح للإعلام بالدخول للتصوير فيسمع الراعي يحادث ضيوفه
عن «القمة الروحية الإسلامية المسيحية». يدخل الإعلام بصخبه فيقف «الحبيس» مستأذناً
البطريرك للانصراف. «بونا حنّا» من صيدون وهو اليوم من الحبساء القلة في لبنان
ويسكن دير طاميش في المتن. إختيار الراعي لـ«حبيس» قرر طوعاً اعتزال الحياة
بملذاتها كافة، ليس صدفة وإنما «ضربة راعي». فـ«بونا حنا» يرتبط اسمه بالحرب
اللبنانية إذ كان المرشد الروحي لـ«النظاميات» أي قسم المقاتلات في القوات
اللبنانية. كان ذلك قبل أن يختار «النسك» وقبل أن تشهد «القوات» سلسلة انتفاضاتها
التي أوصلت جعجع الى قيادتها اليوم وتحت الاسم نفسه. صوته جميل ويعرف بتأليفه
تراتيل وأناشيد للسيدة العذراء على طريقة «أبو الزلف والميجانا». وقبل مغادرته
السلِسة للصرح، نسأل «راهب الميجانا»: «كيف كان اللقاء مع القادة السياسيين». يجيب:
«كتير منيح… أنا كنت معهم فقط في البداية وفي الختام». وبماذا زوّدتهم؟
«بالمحبة». وهل أخذوها؟ «طبعاً».
رهان «الحبيس» انعكس على وجوه «مرتاحة»
للقيادات الأربع. يُسأل فرنجية عن شعوره لدى مصافحة جعجع، فيجيب: «عادي… ماشي
الحال». ولكنكما تجلسان مقابل بعضكما؟ يعلق عون: «المتخاصمان يجلسان عادة هكذا
والمتحالفان يتجاوران». الجلسة «لم تكسر الجليد» قال «الجنرال» في تصريح له لاحقاً،
لكنها فتحت نقاشاً للبدء بحوار بعيداً من حرب النوايا… الجو مطمئن واللقاء يتبع».
أحد المطارنة وصف الجو بـ«الإيجابي جداً»، ناقلاً عن البطريرك الراعي تمنيه
على المجتمعين ألا يكون هناك تباعد ولو اختلفت الخيارات السياسية وإنما يبقى
التعاون قائماً خصوصاً في القضايا التي يمكن لجميع الأفرقاء التعاون في شأنها
والمتعلقة باستعادة الدور المسيحي وترسيخ السلام والمحبة». وفي تعليقه على مصافحة
سليمان – جعجع، قال المطران: «في البداية أتت عرضية ولكن فيما بعد انكسر بعض جليد
وراح كل منهما يتحدث مع الآخر بشكل عادي، علماً أن هذا لا يعني أن ما بينهما انتهى،
ولكن هناك إرادة لدى الطرفين للمتابعة بإيجابية وسرعة».
وصول القيادات الأربع
افتتحه «سليمان بيك». يتعرّف الإعلاميون المتجمهرون عند حاجز الجيش على «القيادة»
الآتية من وجوه عناصرها الأمنية. التالي «الحكيم». وحده يشبع «نهم» العدسات فيخرج
لبرهة من باب السيارة الخلفي ويحيي مبتسماً. مرور «الشيخ أمين» جاء في «نصف
استعراض» مع «فتحة الشباك» وتلويح من الداخل. ليختم «الجنرال» قافلة المواكب
السياسية التي بدأت «تمويهية» وانتهت بوصول المطران يوسف بشارة من انطلياس بعدما
كان سبقه المطران بولس مطر من بيروت.
في المقلب الإعلامي، «افترش»
الإعلاميون، من مراسلين ومصوّرين ومساعدين، المساحة الممتدّة من مدخل الصرح في
باحته الخارجية حيث حاجز الجيش الى مدخل الباحة الداخلية بميكروفوناتهم وأسلاكهم
و«دردشاتهم» و«طموحات سكوباتهم»… وإذا كان لا بدّ من جائزة تعطى لأحدهم فهي حتماً
من حصة «القوات» وتحديداً لأنطوانيت جعجع. فمسؤولة الإعلام في القوات اللبنانية
رافقت «المخاض» الإعلامي منذ تكوّنه أي ما قبل التاسعة صباحاً موعد بدء توافد
المواكب لغاية «الانفراج» عند الثالثة بعد الظهر موعد مغادرة القيادات «بيت
الموارنة». يكاد هاتفها لا يفارق أذنها. تتصل بأمن «الحكيم». تتأكد من حصول
المصافحة وتنشر «الخبر» بين أهل المراسلة. تتحمّس. «تلسع» في السياسة وتضحك. تتحدث
عن فرحها وحلم «قائدها» منذ العام 2005 والذي يتحقق أمامها في بكركي.
عيون
الجميع في اتجاه باب الصرح. ومن خلفه، توجه المجتمعون الى مائدة بكركي لتناول الأرز
والقريدس والتحلية بفاكهة الموسم. يعرجون على جناح «السلف» البطريرك صفير فيطلّ
مسؤول الإعلام وليد غياض زافاً خبر صدور البيان. يتأهب الجميع. فيعتلي وليد،
وعلامات ساعات الليل التي لا ينامها منذ تولية الراعي بادية على وجهه. يقرأ: «بعد
أن استمع الجميع الى حديث روحي قدّمه من وحي أسبوع الآلام المجيدة الراهب الحبيس
الأب يوحنا خوند الذي ترك محبسته لهذه الغاية ولأول مرة منذ دخوله اليها بتفويض خاص
من غبطته والى كلمة توجيهية من قبل البطريرك، تداول المجتمعون في الشأن الوطني
العام مستعرضين الثوابت المسيحية التي ينطلق منها عملهم السياسي في لبنان والثوابت
الوطنية التي يتوحّد حولها جميع اللبنانيين. فجاء تبادل الآراء والأفكار بمثابة عرض
تمهيدي للأوضاع الحالية السائدة وللتطلعات التي ينشدها اللبنانيون حفاظاً على وطنهم
وعلى مستقبله ومستقبل المنطقة التي تمر بلدانها اليوم في ظروف صعبة». ويتابع «كان
الاجتماع أخوياً ووطنياً بامتياز ساده جو من الصراحة والمسؤولية والمودّة وقد تمّت
مقاربة المواضيع المطروحة انطلاقاً من التمييز بين ما هو متفق عليه وما هو خاضع
للتباينات السياسية المشروعة في وطن ديموقراطي يحترم الحريات والفروقات مع المحافظة
على وحدة الوطن واحترام ثوابته وصون مصالحه الأساسية. وانتهى الاجتماع في الجو
الروحي الذي ابتدأ به على أن تعقبه لقاءات أخرى ولقاءات متممّة كلما دعت
الحاجة».