ما هي الحياة الأبديّة؟
الحياة الأبديّة هي الحياة الّتي تبدأ فورًا بعد الموت. ولن يكون لها انتهاء. وتسبقها لكلّ إنسان دينونة خاصّة من قِبَل المسيح، ديّان الأحياء والأموات، وتُختَم في الدّينونة الأخيرة.
ما هي الدينونة الخاصّة؟
إنّها دينونة الجزاء الفوريّ الّذي يناله كلّ إنسان من الله، منذ موته، في نفسه الخالدة، على صلة بإيمانه وأعماله. وهذا الجزء يكون إمّا بالدخول مباشرة سعادة السّماء، وإمّا بالعكس، الهلاك الأبديّ في جهنّم.
ما المقصود ب”السّماء”؟
نعني ب”السّماء” حالة السّعادة السّميا والنّهائيّة. فالّذين يموتون في نعمة الله، وليسوا بحاجة إلى أيّ تطهير لاحق، سيلتئمون حول يسوع ومريم والملائكة والقدّيسين. فيؤلّفون هكذا كنيسة السّماء حيث يعاينون الله “وجهًا إلى وجه” (كورنثس الأولى 12:13). ويعيشون في شركة محبّة الثّالوث الأقدس ويشفعون بنا.
ما هو المطهر؟
المطهر هو حالة مَن يموتون في الصّداقة الإلهيّة، ولكنّهم، وإن كانوا على ثقة من خلاصهم الأبديّ، ما زالوا يحتاجون إلى تطهير لدخول سعادة السّماء.
كيف يمكننا المساهمة في تطهير النّفوس فd المطهر؟
إنّ المؤمنين الّذين ما زالوا في رحلة على الأرض، يمكنهم، بمقتضى شركة القدّيسين، أن يساعدوا النّفوس الّتي في المطهر بالصّلاة لأجلهم، وخصوصًا بذبيحة الأفخارستيّا، بل أيضًا بالصّدقات والغفرانات وأعمال التّوبة.
بماذا تقوم جهنّم؟
تقوم جهنّم في القضاء الأبديّ على أولئك الّذين باختيار حرّ ماتوا في حالة الخطيئة المميتة. والعذاب الرّئيسيّ في جهنّم هو في الانفصال الأبديّ عن الله. ففي الله وحده تكون للإنسان الحياة والسّعادة الّلتان لأجلهما خُلق، وإليهما يتوق. وقد عبّر المسيح عن هذه الحقيقة بقوله: “اذهبوا عنّي، يا ملاعين، إلى النّار الأبديّة” (متّى 41:25).
كيف التّوفيق بين وجود جهنّم وصلاح الله غير المتناهي؟
إذا كان الله يريد أن “يُقبِل الجميع إلى التّوبة” (بطرس الثّانية 9:3)، إلّا أنّه خلق الإنسان حرًّا ومسؤولًا، وهو يحترم قراراته. فالإنسان نفسه إذًا، بكامل وعيه، هو مَن يستبعد نفسه، باختياره، عن الشّركة مع الله، إذا أصرّ، حتّى ساعة الموت، على البقاء في الخطيئة المميتة، رافضًا محبّة الله الرّحيمة.
بماذا تقوم الدينونة الأخيرة؟
ستقوم الدينونة الأخيرة في الحكم بالحياة السّعيدة أو بالهلاك الأبديّ الّذي سيصدره الرّبّ يسوع، حين عودته: “ديّانًا للأحياء والأموات، على الأبرار والخطأة” (أعمال الرّسل 15:24) المجموعين كلّهم معًا أمامه. وبعد هذه الدّينونة الأخيرة، تشارك الأجساد القائمة من الموت في الجزاء الّذي نالته النّفس في الدينونة الخاصّة.
متى ستجري هذه الدينونة؟
تجري هذه الدينونة في نهاية العالم الّتي يعرف الله وحده يومها وساعتها.
ماذا يعني رجاء السّماوات الجديدة والأرض الجديدة؟
بعد الدينونة الأخيرة، سيشارك الكون نفسه، المنقَذ من العبوديّة والفساد، في مجد المسيح بالشّروع في “السّماوات الجديدة”، و”الأرض الجديدة” (بطرس الثّانية 13:3). وهكذا يفصل ملكوت الله إلى ملئه، أي التّحقيق النّهائيّ لقصد الله الخلاصيّ: “أن يجمع تحت رأس واحد في المسيح كلّ شيء، ما في السّماوات وما على الأرض” (أفسس 10:1). وحينئذٍ يصير الله “كلًّا للكلّ” (كورنثس الأولى 28:15) في الحياة الأبديّة.
ماذا تعني لفظة “آمين” الّتي تختم الاعتراف بالإيمان؟
إنّ كلمة “آمين” العبريّة الّتي ينتهي بها أيضًا السّفر الأخير من الكتاب المقدّس، وكذلك بعض الصّلوات في العهد الجديد، وصلوات الكنيسة الّليترجيّة، تعني “النَّعم” الواثقة والتّامّة باعترافنا الإيمانيّ، ونحن نوكل ذواتنا كلّيًّا إلى مَن هو ال “آمين” النّهائيّ (رؤيا يوحنّا 14:3) المسيح الرّبّ.