مَن يعمل في الّليترجيّا؟
في الّليترجيّا هو “المسيح الكلّي“، الرّأس والجسد الّذي يعمل. وبما أنّ المسيح هو الكاهن الأعظم فهو يحتفل مع جسده الّذي هو كنيسة السّماء والأرض.
مَن يحتفل بالّليترجيّا السّماويّة؟
يحتفل بالّليترجيّا السّماويّة الملائكة، وقدّيسو العهدين القديم والجديد، وعلى الخصوص مريم العذراء، والرّسل، والشّهداء و”حشد كبير” لا يُحصى “من كلّ أمّة وقبيلة، وشعب ولسان” (رؤيا 9:7). وعندما نحتفل في الأسرار بسرّ الخلاص، نشارك في هذه الّليترجيّا الأبديّة.
كيف تحتفل الكنيسة الّتي على الأرض بالّليترجيّا؟
تحتفل الكنيسة الّتي على الأرض بالّليترجيّا كشعب كهنوتيّ، يعمل فيه كلّ واحد بحسب وظيفته في وحدة الرّوح القدس. ويقدّم المعمَّدون ذواتهم ذبيحة روحيّة، والخدّام الكهنوتيّون يحتفلون بحسب الدّرجة الّتي نالوها لخدمة جميع أعضاء الكنيسة. ويعمل الأساقفة والكهنة في شخص المسيح الرّأس.
كيف يُحتفل بالّليترجيّا؟
الاحتفال الّليترجيّ هو نسج من علامات ورموز تتأصّل معانيها في المخلوقات وفي الثّقافات البشريّة، وتتّضح في أحداث العهد القديم وتتجلّى كاملة في شخص المسيح وأعماله.
من أين تتأتّى العلامات الأسراريّة؟
بعض هذه العلامات مستوحى من المخلوقات (النّور، الماء، النّار، الخبز، الخمر، الزّيت). وأخرى من الحياة الاجتماعيّة (الغَسل، والمسح، وكسر الخبز). وأخرى أيضًا من تاريخ الخلاص في العهد القديم (شعائر الفصح، والذّبائح، ووضع الأيدي، وتكريس الملوك والكهنة). هذه العلامات الّتي البعض منها مفروض لا يتغيّر، إذ إنّ المسيح قد اتّخذها، تحمل فعل الخلاص والتّقديس.
ما هي العلاقة بين الأعمال والأقوال في الاحتفال الأسراريّ؟
الأعمال والأقوال هي، في الاحتفال الأسراريّ، مرتبطة ارتباطًا وثيقًا. فالأعمال الرّمزيّة، وإن كانت بحدّ ذاتها تعبيرًا، فلا بدّ، مع ذلك، أن تواكبها وتنعشها الكلمات الطقسيّة. الأقوال والأفعال الّليترجيّة لا تفترق من حيث هي علاماتٌ وتعليم معًا ولأنّها أيضًا تحقّق ما تعنيه.
ما هي المقاييس الّتي تحكم ما للتّرنيم والموسيقى من دور في الاحتفال الّليترجيّ؟
التّرنيم والموسيقى يرتبطان ارتباطًا وثيقًا بالعمل الّليترجيّ. فلا بدّ لهما من التّقيّد بالمقاييس الآتية: أن تتطابق والعقيدة الكاثوليكيّة، وان تكون مستقاة بالأحرى من الكتاب المقدّس ومن الينابيع الّليترجيّة، وأن تتّسم بجمال الصّلاة التّعبيريّ، ونوعيّة الموسيقى، ومشاركة الجماعة، والثّروة الثّقافيّة لشعب الله، وقدسيّة الطّابع الاحتفاليّ. “مَن يرنّم يصلِّ مرّتين” (القدّيس أوغسطينوس).
ما هو هدف الصّور المقدّسة؟
صورة المسيح هي الإيقونة الّليترجيّة المميّزة. والصّور الأخرى الّتي تمثّل العذراء والقدّيسين تعني المسيح الممجّد فيهم. وهي تعلن الرّسالة الإنجيليّة نفسها الّتي ينقلها الكتاب المقدّس بالكلمة. إنّها تُسهم في إيقاظ إيمان المؤمنين وتغذيته.
ما هو الوقت الّليترجيّ الّليترجيّ المركزيّ؟
إنّ الوقت الّليترجيّ المركزيّ هو يوم الأحد، ركن وقلب السّنة الّليترجيّة بأسرها، الّتي تبلغ كلّ سنة ذروتها في الفصح، عيد الأعياد.
ما هو دور السّنة الّليترجيّة؟
تحتفل الكنيسة، على مدار السّنة الّليترجيّة، بسرّ المسيح بأجمعه، من تجسّده إلى عودته في المجد. وفي بعض الأيّام، تكرّم الكنيسة بحبّ خاصّ مريم العذراء المغبوطة، أمّ يسوع، وتقيم تذكارات للقدّيسين الّذين عاشوا لأجل المسيح، وتألّموا معه، والّذين هم في المجد معه.
ما هي ليترجيّا السّاعات؟
ليترجيّا السّاعات، صلاة الكنيسة العموميّة والمألوفة، هي صلاة المسيح مع جسده. بها سرّ المسيح الّذي نحتفل به في الإفخارستيّا، يقدّس ويجلو زمن كلّ يوم. وهي تتألّف من مزامير ونصوص أخرى كتابيّة، ومن قراءات من الآباء والمعلّمين الرّوحانيّين.
هل تحتاج الكنيسة إلى أماكن كي تحتفل بالّليترجيّا؟
العبادة “بالرّوح والحقّ” (يوحنّا 24:4)، في العهد الجديد، لا تتقيّد بمكان دون آخر، لأنّ المسيح هو هيكل الله الحقيقيّ، الّذي به يصير المسيحيّون والكنيسة جمعاء، وبتأثير فعل الرّوح القدس، هياكل لله الحيّ. بيد أن شعب الله، في وضعه الأرضيّ، يحتاج إلى أماكن تستطيع الجماعة الاجتماع فيها للاحتفال بالّليترجيّا.
ما هي الأبنية المقدّسة؟
إنّها بيوت الله، رمز الكنيسة الّتي تعيش في مكان محدّد، ورمز المسكن السّماويّ. إنّها أماكن صلاة تحتفل فيها الكنيسة على الخصوص بالإفخارستيّا، وتعبد المسيح الحاضر حقًّا في بيت القربان.
ما هي الأماكن المميّزة داخل الأبنية الكنسيّة؟
إنّها: المذبح، وبيت القربان، والمكان الّذي يُحفظ فيه الميرون المقدّس والزّيوت المقدّسة الأخرى، وكرسيّ الأسقف (الكاتدرا) أو كرسيّ الكاهن، والمنبر، وجرن المعموديّة، ومكان الاعتراف.
لماذا يُحتفل في الكنيسة بسرّ المسيح الواحد بحسب تقاليد ليترجيّة مختلفة؟
إنّ ثروة سرّ المسيح لا يُسبر غورها، ولا يستطيع أي تقليد ليترجيّ أن يستنفد مؤدّاها. لذلك وجدت هذه الثّروة، بالتّالي، منذ نشأتها عند مختلف الشّعوب وفي مختلف الثّقافات تعابير تتميّز بتنوّع وتكامل رائعين.
ما هو المقياس الّذي يكفل الوحدة في هذا التّعدّد؟
إنّه الأمانة للتّقليد الرّسوليّ، أي الشّركة في الإيمان وفي الأسرار الموروثة من الرّسل، تلك الشّركة الّتي تعبّر عنها وتضمنها الخلافة الرّسوليّة. الكنيسة هي كاثوليكيّة: ففي استطاعتها إذن أن تضمّ في وحدتها جميع الثّروات الحقيقيّة في الثّقافات المختلفة.
هل لا يمكن التّغيير في الّليترجيّا؟
في الّليترجيّا، ولاسيّما ليترجيّا الأسرار، عناصر لا تقبل التّغيير، لأنّها من وضع إلهيّ، فتحافظ عليها الكنيسة بأمانة. وهناك عناصر قابلة للتّغيير، يحقّ للكنيسة وأحيانًا يجب عليها أن تكيّفها بحسب ثقافات الشّعوب المختلفة.