كبف تتميّز الأسرار؟
هناك تمييز بين: أسرار التّنشئة المسيحيّة (المعموديّة والتّثبيت والإفخارستيّا)، وأسرار الشّفاء (التّوبة ومسحة المرضى)، والأسرار الموضوعة لخدمة الشّركة والرّسالة (كهنوت وزواج). وهي تتّصل بمراحل الحياة الهامّة. وكلّها تَشخَص إلى الإفخارستيّا “كما إلى غايتها النّوعيّة” (القدّيس أوغسطينوس).
كيف تتمّ التّنشئة المسيحيّة؟
تتحقّق التّنشئة بالأسرار الّتي تضع الأساس للحياة المسيحيّة. والمؤمنون الّذين يولدون بالمعموديّة ولادة جديدة، يتقوّون بالتّثبيت ويتعذَّون بالإفخارستيّا.
ما هي أسماء أوّل سرّ من أسرار التّنشئة؟
يُسمّى أوّلًا “معموديّة” نظرًا إلى الطّقس الأساسيّ في الاحتفال. فالتّعميد يعني “التّغطيس” في الماء. يغطَّس المعمَّد في موت المسيح ويقوم معه “خليقة جديدة” (كورنثس الثّانية 17:5). ويُسمَّى أيضًا “غسل الميلاد الثّاني والتّجديد في الرّوح القدس” (تيطس 5:3)، و”الاستنارة” إذ يصير المعمَّد “ابنًا للنّور” (أفسس 8:5).
ما هي الصّور المسبّقة للمعموديّة في العهد القديم؟
نجد في العهد القديم صورًا مسبّقة متنوّعة للمعموديّة: الماء، ينبوع الحياة والموت، فُلك نوح، الّذي يخلّص بالماء، عبور البحر الأحمر الّذي حرّر إسرائيل من عبوديّة مصر، عبور الأردنّ، الّذي أدخل إسرائيل أرض الميعاد، صورة الحياة الأبديّة.
مَن الّذي يوصل هذه الصّور المسبّقة إلى اكتمالها؟
إنّه يسوع المسيح، الّذي في مطلع حياته العلنيّة، أراد أن يعمّدَه يوحنّا المعمدان في الأردنّ. ومن جنبه المطعون، على الصّليب، تفجّر الدّم والماء، علامتا المعموديّة والإفخارستيّا. وبعد قيامته وكَل إلى الرّسل الرّسالة الآتية: “اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، وعمّدوهم باسم الآب والابن والرّوح القدس” (متّى 19:28).
منذ متى ولِمَن تمنح الكنيسةُ المعموديّة؟
منذ يوم العنصرة تمنح الكنيسة المعموديّة لِمَن يؤمنون بيسوع المسيح.
ما هو الطّقس الأساسيّ في النعموديّة؟
الطّقس الأساسيّ فس هذا السّرّ هو تغطيس المُعتَمِد في الماء، أو صبّ الماء على رأسه مع الاستدعاء الثّالوثيّ: “باسم الآب والابن والرّوح القدس“.
مَن هو المؤهَّل لقبول سرّ المعموديّة؟
يستطيع كلّ إنسان لم يعتمد بعد، قبول هذا السّرّ.
لماذا تعمّد الكنيسة الأطفال؟
بما أنّ الأطفال يولدون في الخطيئة الأصليّة، فهم يحتاجون إلى أن يُعتقوا من سلطان الشّرّير، وأن يُدخلوا ملكوت حرّيّة أبناء الله.
ماذا يُطلَب من المُعَمَّد؟
يُطلب من كلّ مُعَمَّد أن يعلن الاعتراف بالإيمان، اعترافًا يُعَبِّر عنه البالغ شخصيًّا، أة الأهل أو الكنيسة إذا كان المُعتمد طفلًا. والعرّاب أو العرّابة، والجماعة الكنسيّة كلّها يتحمّلون نصيبًا من المسؤوليّة في الإعداد للمعموديّة (في حالة الموعوظين) وكذلك في تنمية الإيمان ونعمة المعموديّة.
مَن يستطيع أن يُعَمِّد؟
الأسقف والكاهن هما الّلذان يمنحان عادةً المعموديّة، والشّمّاس الإنجيليّ أيضًا في الكنيسة الّلاتينيّة. وفي حال الضّرورة يستطيع كلّ إنسان أن يُعَمِّد، بشرط أن ينوي القيام بما تقوم به الكنيسة. ويصبّ المعمِّد الماء على رأس المعتمِد وينطق بالصّيغة الثالوثيّة المرعيّة في المعموديّة: “أعمّدك باسم الآب والابن والرّوح القدس”.
هل المعموديّة ضروريّة للخلاص؟
المعموديّة ضروريّة لخلاص الّذين بُشِّروا بالإنجيل ويتمكّنون من طلب هذا السّرّ.
هل الخلاص مُمكن بدون المعموديّة؟
بما أنّ المسيح قد مات لأجل خلاص جميع النّاس، فالخلاص مُمكن بدون معموديّة، للّذين ماتوا في سبيل الإيمان (معموديّة الدم)، وللموعوظين، وللّذين بدافع من النّعمة، يلتمسون الله بإخلاص ويجدّون في تحقيق إرادته، من غير أن يعرفوا المسيح أو كنيسته (معموديّة الشّوق). أمّا الأطفال الّذين يموتون بلا معموديّة، فالكنيسة تَكِلُ أمرَهم إلى الرّحمة الإلهيّة.
ما هي مفاعيل المعموديّة؟
بالمعموديّة تُغفَر الخطيئة الأصليّة وجميع الخطايا الشّخصيّة والعواقب الّتي تستوجبها. وهي تجعل المعتمِد شريكًا في الحياة الثّلوثيّة الإلهيّة بالنّعمة المقدّسة، بنعمة التّبرير الّتي تضمّه إلى المسيح وإلى كنيسته. وهي تخوّله نصيبًا في كهنوت المسيح، وتكون أساس الشّركة مع جميع المسيحيّين. وهي تمنح الفضائل الإلهيّة ومواهب الرّوح القدس. المعتمِد يصير للمسيح إلى الأبد: فيوسم بختم المسيح الّذي لا يبلى (السِّمة).
ما معنى الاسم المسيحيّ المعطى في المعموديّة؟
كلّ اسم له أهمّيّة إذ إنّ الله يعرف كلّ إنسان باسمه، أي بسِمَتِه الخاصّة. في المعموديّة يتقبّل المسيحيّ في الكنيسة اسمًا خاصًّان ومن الأفضل اسم قدّيس يُقَدَّم للمعتمِد مثالًا للقداسة ويؤكّد شفاعتَه فيه لدى الله.