ما هو مكان التّثبيت في تدبير الخلاص الإلهيّ؟
في العهد القديم أنبأ الأنبياء بعطيّة روح الرّبّ للمسيح المرتَقَب ولجميع الشّعب الماسياويّ. وحياة المسيح كلّها ورسالته كلّها قد تحقّقتا في ملء الشّركة مع الرّوح القدس. فتقبّله الرّسل في العنصرة وأعلنوا “عجائب الله” (أعمال الرّسل 11:2). وبوضع الأيدي هم ينقلون إلى المعتمدين الجدد عطيّة الرّوح نفسه. وعلى مدى القرون عاشت الكنيسة دومًا بالرّوح ونقلته إلى أبنائها.
لماذا يُقال “المسحة” أو “التّثبيت”؟
يُقال المسحة (في الكنائس الشّرقيّة يقال المسحة بالميرون المقدّس، أي الزّيت المقدّس) لأنّ الطّقس الأساسيّ هو المسح. ويُسمّى التّثبيت لأنّه يثبّت ويوطّد نعمة المعموديّة.
ما هي الرّتبة الأساسيّة في التّثبيت؟
الرّتبة الأساسيّة في التّثبيت هي المسحة بالميرون المقدّس (زيت معطّر يكرّسه الأسقف). وتتمّ بوضع يد مَن يخدم السّرّ، وهو ينطق بالكلمات الأسراريّة الخاصّة بالسّرّ. في الغرب تمسح جبهة المعتمدين مع هذه الكلمات: “فلتُختم بختم الرّوح القدس، موهبة الله“. وفي الكنائس الشّرقيّة ذات الطّقس البيزنطيّ، تتمّ المسحة أيضًا على أجزاء أخرى من الجسم مع هذه الصّيغة: “ختم موهبة الرّوح القدس“.
ما هو مفعول التّثبيت؟
مفعول التّثبيت هو إفاضة الرّوح القدس الخاصّة كما في يوم العنصرة. وهذه الإفاضة تطبع في النّفس سِمة لا تبلى وتزيد نعمة المعموديّة. وترسّخ فينا ترسيخًا أعمق البنوّة الإلهيّة، وتزيدنا ثباتًا في اتّحادنا بالمسيح. وتعزّز في النّفس مواهب الرّوح القدس وتمنحنا قوّة خاصّة لنشهد للإيمان المسيحيّ.
مَن الّذي يقبل هذا السّرّ؟
كلّ إنسان عُمِّد يستطيع، بل عليه أن يقبل السّرّ، وذلك مرّة واحدة. ولقبوله بفعاليّة على المعمَّد أن يكون في حال النّعمة.
مَن هو خادم السّرّ؟
في الأصل كان الأسقف. وهكذا يتبيّن الرّباط بين المثبّت والكنيسة في بعدها الرّسوليّ. وعندما يمنح الكاهن السّرّ، – كما هي العادة في الشّرق وفي حالات خاصّة في الغرب – فالرّباط بين الأسقف والكنيسة يتبيّن بالكاهن، مساعد الأسقف، وبالميرون المقدّس الّذي يكرّسه الأسقف نفسَه.