في الصباح، رأيتُ حادث سيّارة مروّعاً راح ضحيّته صبيّ في الخامسة من عمره. فتأثرتُ بما رأيت وتساءلت: “أين هو الله؟ ولماذا لا يصنع شيئاً ليمنع حدوث أمر كهذا؟” وعند الظهيرة، تناولت الطعام مع إحدى زميلاتي في العمل، فحدّثتني باكية عن إبنها المعاق. فتأثرت بما سمعت وتساءلت: “أين هو الله؟ ولماذا لا يصنع شيئاً ليمنع حدوث أمر كهذا؟” وبعد الظهيرة أخبرتني زوجتي أنّه قد شبّ حريق في بيت صديقي، والتهمت النار الأثاث، فتأثرت بما أخبرتني وقلت: “أين هو الله؟ ولماذا لا يصنع شيئاً لمنع حدوث أمر كهذا؟” وعند المساء، رأيت عجوزاً تنام في الشارع لأنّها لا تستطيع دفع أجرة البيت، فتأثرت بحالها وقلت: “أين هو الله؟ ولماذا لا يصنع شيئاً ليمنع حدوث أمر كهذا؟” وفي الليل، رأيت في الحلم نوراً فقلت له: “أين هو الله؟ ولماذا لا يصنع شيئاً لمنع حدوث أمور كهذه؟” فأجابني النور: “إن الله هنا! وقد صنعك أنت!”
(الأخ إيلي مطر)