حدث أنّ واحد من التابعين للديانة الهندوسية فى الهند قرأ الكتاب المقدّس وفكّر في الإيمان بالمسيحية ولكن بقي أمر واحد في المسيحية يسبّب إزعاجاً له: “إنّه التجسّد”
كان من الصعب عليه أن يفهم كيف تنازل الله واتخذ جسد إنسان وعاش على الأرض مع البشر وفي يوم بينما كان يتجوّل في الحقول أخذ يتأمّل ويفكّر فى نفسه ويقول لماذا اتخذ الله قرار التجسد وأتى إلى العالم؟؟؟ أما كان يكفي أن يعلن عن ذاته من خلال الطبيعة والأنبياء أو أشخاص آخرين دون أن يأتي بنفسه إلى العالم؟؟؟
وفيما هذا الهندوسى واقف يتأمّل…وقع ظلّه على واحد من الأكوام الكبيرة التي يتجمّع فيها النمل. وهذا أمر عادي معروف في سهول الهند. ولمّا شعر النمل بالظلّ واقعاً عليهم… جرى النمل بسرعة نحو التلال. كان الهندوسى يؤمّن بحقّ الحياة ولا يحب أن يؤذي أي مخلوق… فلما رأى النمل يعدو بسرعة بعيداً في خوف شديد منه. قال في نفسه كيف يمكنني أن أحدّثهم عن مشاعري الطيبة تجاههم.
وأنّني لن أوذيهم أو أضرّهم بأي طريقة. بل وفي الحقيقة إنّني أتمنّى أن أساعدهم بأي وسيلة ممكنة .
لا أن أسيء إليهم وبينما كان يفكّر بحماس شديد في هذا الموضوع. إذ بفكر موضوع التجسّد يخطر على باله أن يصير الله جسداً فهذا يشبه ما أريد الآن أن أفعله. ..لو استطعت أن أصير نملة سأتكلّم مع النمل بلغتهم… سأجعلهم يعرفون أنّني أحبّهم وأنّني أريد مساعدتهم وأن لديّ خطة عجيبة لحياتهم. ..وأنّني أعدّ لهم مملكة خالدة من الحبّ.
عندئذ أدرك هذا الهندوسي لماذا صار الله إنساناً.
(الأخ إيلي مطر)