مقالات في عيد مار مارون في الصحف اللبنانية
____________________________________
جريدة البلد
مار مارون… مغامر روحيّ بامتياز
– جيهان جبّور –
مار مارون، الذي نحتفل بعيده اليوم، هو أوّل من غرس حديقة النسك في المنطقة، عبر مغامرة روحيّة رياديّة أطلقها القدّيس أنطونيوس وجسّدها القدّيس مارون وكان مؤدّها.
وأصبح الناسك أو الراهب العائش في الزهد والتقشّف والحامل حرارة الإيمان بالله شأن مار مارون، هو المدافع لا عن حقوق الكنيسة وإبراز تفوّق الإيمان المسيحيّ فحسب، وإنّما المؤكّد على أنّ الشخص البشريّ الذي من أجله تجسّد الله إنسانًا بشخص يسوع المسيح هو حامل لقيم الإنسانية والمسيحية وسط صخب الحياة وضجيجها.
“تاريخ الموارنة يبدأ بمناقشة مار مارون الذي يعتبر مؤسس هذه الطائفة وشفيعها”، هذا ما يجمع عليه كل رجال الدين، ويعتبر مار مارون واحدًا من أشهر الشخصيات السوريّة السريانية الكنسية، لارتباطه مع الكنيسة السريانية الأنطاكية المارونية التي تعتبره مؤسسًا وشفيعًا وأبًا.
القديس مارون هو راهب ناسك، آرامي العرق وسرياني اللغة، ولد سنة 350م وقد أرّخ حياته اسقف قورش المؤرخ الشهير تيودوريطس القورشي، صديق القديس مارون ومعاصره.
نشأ القديس في مدينة قورش شمال شرقي انطاكيا، تركيا حالياً. وكان المسؤول الأول عن نشر المسيحية في شمال سوريا.
وقد اختار القديس مارون قمّة في ضواحي قورش على علو نحو 800 متر، كان قد أقيم عليها قديماً هيكل وثني لتكريم الشياطين، وكانت هذه المنطقة قد خلت من سكانها، فقصدها مارون في النصف الثاني من القرن الرابع وكرّس هذا المعبد لله وعبادته.
كان القديس مارون يقضي أيامه ولياليه في العراء غير آبه بغضب الطبيعة ولكنّه كان متى اشتدّت العواصف يلجأ الى خيمة نصبها بالقرب من ذاك المعبد، مع العلم بأن تلك الخيمة كان قد صنعها القديس من جلود الماعز التي كانت منتشرة بكثافة في تلك الأرجاء.
لقد هجر مارون الدنيا ليتنسّك في تلك الجبال، يقضي ايامه بالصوم والصلاة والتقشّف.
شاعت أخبار هذا القديس فقصدته الجموع من كل حدب وصوب ملتمسة شفاعته…فمنهم من لجأ اليه لمرض جسدي مزمن وآخرون لمرض نفسي ، فانصرف الى وعظ تلك الجماهير ومواساتها.
ولعلّ القديس مارون هو الوحيد الذي أنعم عليه الرب بنعمة الشفاء وهو لا يزال على قيد الحياة، فكان يشفي امراض الجسد والنفس، كما ينهي الجموع عن المحرّمات زارعاً فيها بذور التقوى والإيمان، حيث أثرّت هذه الأعمال بالآلاف ورسّخت ايمانها وقوّة عزيمتها…
هرب القديس مارون من الناس، فلحقته اينما حلّ… اعتزل الشهرة على قمة جبل منفرد فشهرته أعماله وذاع صيته في الأمبراطورية البيزنطية التي كانت تسيطر على الشرق بأكمله.
لم يكد القديس مارون يترك الحياة حتى كان الآلاف من اتباعه من مشارق الأرض ومغاربها يتقاطرون على جبال قورش سالكين طريق مارون في التنسّك…
مات القديس مارون متنسكاً عفيفاً، ولكنه لم يمت حتى رأينا أبناءه الروحيين المشرَّفين باسمه، ينتشرون تحت كل كوكب. غير انّ المارونية تركز كيانها في لبنان بعد أن بشر تلامذة مار مارون اهله، وفيه بسقت دوحتها وامتدّت أغصانها إلى أنحاء الدنيا.
لقد كان مارون للكنيسة جمعاء ولم يكن يوماً حكراً على الطائفة المارونية دون سواها، فنجد ذكراً لإسمه لدى طائفة الروم الأرثوذكس ضمن لائحة قديّسيها.
وقد حدّدت وزارة السياحة السوريّة، وبالتعاون مع أبرشية حلب المارونيّة، إضافة إلى بعثتي تنقيب من الولايات المتحدة الإميركية منذ 1999، مكان التنسك في كالوتا والضريح في براد، وهو ما قامت البطريركية المارونية بتثبيته رسميًا عام 2010.
توفي مار مارون عام 410، موصيًا أن يدفن في مغارة القديس زابينا أحد تلاميذه، لكن وصيته هذه لم تتحقق إذ نشبت بحسب شهادة ثيودوريطس، منازعات حول جثمانه بين القرى المجاورة، بهدف الحصول عليه ودفنه في قريتهم تبركًا.
___________________________________________
موقع تلفزيون ال MTV
بعد أكثر من قرن ونصف على غيابه, مار مارون يدعو المسيحيين إلى الاتحاد
مارون أو القديس مارون أو مار مارون كما هو شائع, هو ناسك وراهب وكاهن عاش في شمال سوريا خلال القرن الرابع، يعتبر واحدًا من أشهر الشخصيات السوريّة السريانية الكنسية، لكونه يرتبط مع الكنيسة السريانية الأنطاكية المارونية التي تعتبره مؤسسًا وشفيعًا وأبًا.
كلمة مارون في اللغة السريانية تصغير للفظة “مار” والتي تعني السيّد، والتي بدورها تصغير عن لفظة “موران” والتي تعني “سيد السادة أو السيد الأكبر” وتستخدم في اللغة السريانية كإحدى ألقاب الله.
وتعتبر شهادة أسقف المنطقة التي تنسك بها مار مارون ثيودوريطس المرجع الأساسي الوحيد عنه؛ أغلب الباحثين الموارنة والغير الموارنة يجعلون مارون رئيسًا للرهبان والنساك في منطقة سوريا الشمالية، وذلك استنادًا إلى ثيودوريطس ذاته حين يقول: إن أكثر النساك في منطقة قورش ساروا على طريق مارون الناسك ملتزمين به. هناك أيضًا من يشير إلى أن مار مارون كان المسؤول الأول عن نشر المسيحية في شمال سوريا، فمن المعروف أن الوثنية كانت قوية الجذور تلك النواحي بداية القرن الخامس في حين أن ثيودوريطس نفسه يذكر في رسالة بعث بها إلى البابا ليون الكبير (440 -461) أنه يتولى شؤون ثمانمائة كنيسة، أي أن أغلب سكان المنطقة قد اعتنقوا المسيحية.
تعددت الأماكن المقترحة لتنسك مار مارون وتوسعت رقعتها الجغرافية، فهي تبدأ من منطقة الهرمل في شمالي لبنان، وتتجه شمالاً نحو أفاميا ثم جبل سمعان جنوبي غربي حلب، أو كما عبّر البطريرك الدويهي “في القورشيّة” دون أن يحدد مكانًا خاصًا لها. وقد ساهم في تعقيد الموضوع الخلط الذي حدث لدى البعض المؤرخين في الشأن الماروني بين ضريح القديس مارون الذي تحوّل إلى مزار ومركز حج في المنطقة، ودير القديس مارون. فمثلاً، يعتقد المطران الدبس أن الضريح قد تحوّل إلى دير. حسم الجدل مؤخرًا بعد جهود وزارة السياحة السوريّة، وبالتعاون مع أبرشية حلب المارونيّة، إضافة إلى بعثتي تنقيب من الولايات المتحدة الإمريكية منذ 1999، بشأن مكان التنسك ومكان الضريح، بتحديد مكان التنسك في كالوتا والضريح في براد، وهو ما قامت البطريركية المارونية بتثبيته رسميًا عام 2010.
كان الأب بطرس ضو هو أول من أشار إلى براد عام 1970، إلا أن تعذر المواصلات وصعوبة الطريق في تلك المنطقة حال دون بدء التنقيب مباشرة، تجددت الدعوات خلال عام 1990 ثم أخذت تلقى تجاوبًا بمنحى إطرادي، حتى تم افتتاح الطريق السريع للمواصلات بين حلب وبراد عام2003 بناءً على طلب أبرشية حلب المارونية.
وقد ذكر ثيودوريطس إنّه “بعد وفاة مار مارون قامت معركة عنيفة بين السكّان المجاورين للاستيلاء على جثمانه، وكانت الغلبة لبلدة متاخمة مكتظّة بالسكّان.” وهو ما ينطبق فعليًا على براد التي كانت مركزًا إداريًا في سوريا الشماليّة، ويقع على بعد 3 كم جنوبها مرتفع جبلي عرف باسم “قلعة كالوتا”، يحوي آثارًا مسيحية ووثنية عديدة. فضلاً عن ذلك، فإن الآثار المكتشفة في براد تتفق مع الطرق التي كان المسيحيون في سوريا الشماليّة يكرمون بها قديسيهم، وسوى ذلك أيضًا فإن كنيسة براد، وهي ثاني أكبر كنيسة في الشمال السوري برمته بعد كنيسة القديس سمعان العمودي في حلب وقد بنيت حوالي عام 402، وألحق بها مدفن خاص وكنيسة صغيرة للمدفن بني حوالي عام410، وهو العام الذي توفي به مار مارون. وما يزيد الأمر حسمًا أن مار مارون هو القديس الوحيد الذي توفي في القورشيّة خلال تلك الفترة، ولقد بنيت بجانب الكنيسة، كنيسة ثالثة أصغر حجمًا عام 561، وهو ما يدل على استمرار النشاط في المنطقة، إلا أنه ورغم هذه الأدلة لم يجد المنقبون بعد كتابة أو نقش واضح يشير إلى هوية الكنيسة أو هوية الضريح المقام، فتتصف الأدلة المقدمة بكونها أدلة توافقية وليست قطعية، ما حدا بالبعض إلى انتقاد المشروع. بيد أن عمليات التنقيب لم تتوقف ولا تزال مستمرة حتى اليوم، ما يعطي الأمل بمزيد من المكتشفات في المستقبل.
ذخائر مار مارون
ينقل التقليد الماروني دون الاستناد إلى مرجع أو وثيقة، أن ذخائر مار مارون قد تم نقلها من براد إلى دير مار مارون المشيّد في أفاميا، ويذكر البطريرك الدويهي استنادًا إلى وثائق ومخطوطات مكتبة الصرح البطريركي الماروني في بكركي، وأن مار يوحنا مارون لدى انتقاله إلى لبنان، أخذ هامة القديس مارون معه وشيّد لها هناك ديرًا وكنيسة، أسماهما ريش موارن أي رأس مارون بسبب وضع هامته هناك، وينعت الدويهي الهامة بأنها “مانحة للشفاء”.
خلال الحقبة الصليبية نقل أحد الرهبان البندكتيين هامة القديس من البترون إلى إيطاليا عام 1130، فأودعت في مدينة فولينيو الإيطاليّة، حيث بنيت على اسم القديس مارون هناك كنيسة، ثم أعيد نقل الهامة من الكنيسة إلى مركز أسقفية المدينة عام 1194، وقام المسؤولون هناك بإيداعها تمثالاً صغيرًا من الفضة يمثل صورة وجه القديس، ويقول المطران يوسف الدبس، أنه خلال مروره بالمدينة عام 1887، قدّم له أسقفها ذخيرة من الهامة.
بناءً على طلب من البطريركيّة المارونيّة، أعيد نقل الهامة من إيطاليا إلى لبنان عام 1999، حيث أودعت في دير ريش موارن، من جديد.
بشكل عام، اعتادت الكنيسة أن تقيم تذكار قديسيها يوم وفاتهم، أو وفق المعنى الكنسي، يوم ولادتهم في السماء، إلا إذا تضاربت ذكرى وفاة هؤلاء مع أعياد كنسيّة هامة، فتقيم ذكراهم في يوم تلقيهم رسامتهم الكهنوتيّة أو الرهبانية، لذلك فإن العيد الأول للقديس مارون، وهو في 14 شباط، والذي لا يزال معتمدًا حتى اليوم في الكنيسة الرومانية الكاثوليكية وسائر الكنائس التي تبجله، قد يكون يوم وفاته أو يوم رسامته الكهنوتيّة، ومن المحتمل أن يكون الموارنة حتى القرن السابع قد اتخذوا من 14 شباط عيدً وذكرى للقديس مارون.
يذكر المطران يوسف الدبس، أن مار يوحنا مارون، عندما انتقل إلى لبنان في الهزيع الأخير للقرن السابع، نقل معه هامة القديس مارون، ووصل إلى البترون في 5 كانون الثاني فشرع الموارنة بالاحتفال بعيد القديس مارون في ذلك اليوم. حسب التقليد الماروني أيضًا، فإنه عند وفاة مار يوحنا مارون شرع الموارنة بالاحتفال بذكراه في 9 شباط، وهو تاريخ تدشين الكنيسة والدير الذي شيده في كفرحي لدى وصوله إليها، ومن ثم دمجت الكنيسة بين عيدي القديسين في يوم واحد هو 9 شباط، كما يظهر في الكتب الليتورجية المارونية. لاحقًا في القرن الثامن عشر نقلت البطريركية المارونية عيد مار يوحنا مارون إلى 2 آذار، وهو ما اعتبر بحسب التقليد الماروني تاريخ وفاته، وإبقاء تاريخ 9 شباط لتذكار مار مارون وحده، وهو ما لا يزال متبعًا حتى اليوم.
____________________________________
موقع Batroun today
القديس مارون والطائفة الموارنة/نبيل يوسف
February 8, 2012
تعتبر الطائفة المارونية، الطائفة المسيحية الوحيدة في العالم التي تحمل إسم شفيعها. وتعود بجذورها إلى القديس مارون الراهب الذي تنسك على جبل سمعان الواقع قرب مدينة حلب في شمال سوريا[1].
عاش القديس مارون في القرن الرابع “350 – 410″، ونقل أخباره تيودوريطوس أسقف قورش الذي كان معاصراً ومجاوراً له، في كتابه “تاريخ الرهبان والنساك”. وأسماه في الكتاب “مارون الإلهي”.
يقول تيودوريطس: “لقد زّين مارون، طغمة القديسين المتوحشين بالله، ومارس ضروب التقشفات والأماتات تحت جو السماء، دون سقف سوى خيمة صغيرة لم يكن يستظلها إلا نادراً. وكان هناك حيث تنسك هيكل وثني قديم، فكرسه وخصصه لعبادة الإله الواحد، يحيي الليالي بذكر الله وإطالة الركوع والسجود والتأملات في الكمالات الإلهية، ثم ينصرف إلى الوعظ وإرشاد الزائرين وتعزية المصابين. ولأن المجاهد يوازن بين النعمة والأعمال فيكون جزاء المحارب على قياس عمله، وبما أن الله غني كثير الإحسان إلى قديسيه منحه موهبة الشفاء فذاع صيته في الأفاق كلها فتقاطر إليه الناس من كل جانب، وكانوا جميعهم علموا أن ما إشتهر عنه من الفضائل والعجائب هو صحيح. وبالحقيقة كانت الحمّى خمدت من ندى بركته والأبالسة أخذوا في الهرب، والمرضى كلهم برئوا بدواء واحد هو صلاة القديس، لأن الأطباء جعلوا لكل داء دواء، غير أن صلاة الأولياء هي دواء شاف من جميع الأمراض, ولم يقتصر القديس مارون على شفاء أمراض الجسد بل كان يبرئ أيضاً أمراض النفس”.
وكتب القديس يوحنا فم الذهب من منفاه في جبال أرمينيا رسالة إلى القديس مارون عابقة بما بين القديسين من محبة روحية وإحترام وأخوة في المسيح جاء فيها: “إلى مارون الكاهن الناسك، إن رباطات المودة والصداقة التي تشدنا إليك، تمثلك نصب عينينا كأنك حاضر لدينا، لأن عيون المحبة تخرق من طبعها الأبعاد ولا يضعفها طول الزمان. وكنا نود أن نكاتبك بكثرة لولا بعد الشقّة وندرة المسافرين إلى نواحيكم. والآن فإنا نهدي إليك أطيب التحيات ونحب أن تكون على يقين من أننا لا نفتر عن ذكرك أينما كنا. لما لك في ضميرنا من المنزلة الرفيعة. فلا تضنّ أنت أيضاً علينا بأنباء سلامتك، فإن أخبار صحتك تولينا على البعد أجل سرور وتعزية في غربتنا وعزلتنا فتطيب نفسنا كثيراً، إذ نعلم أنك في عافية. وجلّ ما نسألك أن تصلي إلى الله من أجلنا”[2].
ما أن انتشرت سمعة الكاهن مارون الناسك حتى تكاثر عدد الرهبان حوله. فأقامهم أولاً في مناسك وصوامع على الطريقة الانفرادية بحسب عادة تلك الأيام، ثم أنشأ لهم أدياراً وسنّ لها القوانين. وتعددت تلك الأديار في شمالي سوريا، حتى أن تيودوريطس يغتبط بوجودها في أبرشيته.
لم يذكر تيودوريطس سنة وفاة القديس مارون، ولم يعثر في كتب القدماء على ما يعين في ذلك، والذي رواه العلامة البطريرك بولس مسعد[3] أنه لقي ربه سنة 410.
وجاء في المعجم التاريخي الجغرافي لبويليا (في طبعته الحادية والثلاثين التي صححها وهذبها عمدة من العلماء) “القديس مارون ناسك ورع كان في سورية في القرن الخامس رقي إلى درجة الكهنوت سنة 405 وتوفي سنة 433 وتنسك على جبل قريب من قورش واستدعى إليه جمعاً كبيراً من التلامذة فأنشأوا أدياراً عديدة ويعيّد لذكره في 9 و14 شباط “[4].
بعد وفاة القديس مارون عاشت أول جماعات مارونية في شمال سوريا قرب أفاميا حول دير القديس مارون على العاصي، ولاحقاً انتشروا في عدة أماكن من شمال سوريا، خاصة معرّة النعمان وحماه وحمص وبعض المؤرخين يؤكدون وجودهم في عدة أماكن سورية شمالية أخرى كمنبج وقنسرين وناحية العواصم، ومن المحتمل وجودهم في مدينة إنطاكية وجوارها لأنها كانت تعد عاصمة تلك النواحي وفيها تدخل مدينة قوروش المتكرر ذكرها في ترجمة القديس مارون[5]. والبعض يؤكد أن قسماً من رهبان مار مارون ساروا باتجاه منابع نهر العاصي المحاذي لصوامعهم وأديارهم، وتنسكوا عند منابعه، ومنهم أحد الرهبان الذي تنسك في مغارة ما تزال موجودة تقع قرب بلدة الهرمل شمال البقاع اللبناني.
أما أول من دخل جبال لبنان من الموارنة، فكان عدد من “أبناء مارون” في الربع الأول من القرن الخامس، الذين أرسلهم القديس مارون ليبشروا سكان جبال لبنان، فوصلوا إلى نواحي جبة بشري وجرود البترون وجبيل، وأهمهم مار سمعان العامودي الكبير المتوفي سنة 459 الذي وصل إلى قرى شمال لبنان، وكانت وحوش تفترس أهلها، فعمّدهم وأمرهم أن يرسموا سبعة صلبان حول كل قرية، فنجوا. وكانوا هم من الموارنة الأوائل المقيمين في لبنان[6].
ومن التلامذة أيضاً إبراهيم القورشي الناسك، الذي بشّر في جرود بلاد جبيل التي كانت تعرف بجبة المنيطرة، وكانت من أهم المناطق الوثنية في الشرق، فأخذ يجوب قراها يبشر بكلمة الله فهدى الكثير من الوثنيين ودخل إلى معبد أدونيس الوثني الموجود ناحية أفقا وحوله كنيسة وكوّن نواة جماعة مارونية في تلك النواحي، وأطلق إسمه على نهر أدونيس الذي أصبح يعرف باسم نهر إبراهيم.
من هنا يمكننا أن نعتبر أنه من سكان جبال لبنان، الذين إهتدوا على يد تلاميذ القديس مارون، وبعضهم كانوا مسيحيين سريان، تشكلت الطائفة المارونية في لبنان، وعاد وإنضم إليها الرهبان الموارنة وأتباعهم الذين هربوا من شمال سوريا، وهذا ما يؤكده الأب بطرس ضو بقوله: “معظم الموارنة هم سكان لبنان الأصليين، وانضمت إليهم فيما بعد، وعلى دفعات متقطعة، أفواج من الموارنة النازحين من سوريا”[7].
على أثر المجمع الذي عقد في مدينة أفسس عام 449 بدأت الخلافات اللاهوتية في الكنيسة حول طبيعة المسيح الجسدية والإلهية، وتوسعت بعد مجمع مدينة خلقيدونيا الواقعة على البوسفور المنعقد سنة 451 فانقسمت الكنيسة إلى “الخلقيدونيين” وهم الروم البيزنطيين والسريان الموارنة الذين يؤمنون بأن في المسيح طبيعتين كاملتين “إلهية وإنسانية”، وإلى “اليعقوبية” ومنهم السريان اليعاقبة أتباع يعقوب البرادعي أسقف إنطاكيا الذين يؤمنون بأن في المسيح طبيعة إلهية واحدة.
هذا الاختلاف أحدث تنافساً على كسب النفوذ في شمال سوريا. فاضطهد اليعاقبة بقيادة البطريرك ساويرس[8]بتغطية من الأمبراطور البيزنطي اثناسيوس الموارنة، وقتلوا منهم في 31 تموز سنة 517 ثلاثماية وخمسين راهباً مارونياً دفعة واحدة وأحرقوا ديرهم القائم عند نهر العاصي جنوب حلب. فتشتت من نجا من المذبحة ولجأ قسم كبير منهم ومن أتباعهم موارنة شمال سوريا إلى أخوتهم في جبال لبنان الذين كانوا أصبحوا كثر، ووصلوا أولاً إلى منابع العاصي ومنها توغلوا في الجبال فسكنوا نواحي أهدن والجبة وجبال البترون وجبيل، ويؤكد بعض المؤرخين أن قسماً منهم انحدر نحو الساحل ناحية البترون، ولعل مدينة البترون نفسها أضحت من أول مساكن الموارنة[9].
على أثر تلك المذبحة، أرسل من نجا من الرهبان رسالة إلى قداسة الحبر الأعظم البابا هورميذداس أعلموه فيها بما جرى وأن ساويروس بطريرك البيزنطيين رفض إحصاء الكاثوليك في عداد المسيحيين وقام بتدمير كافة الكنائس الكاثوليكية، “وقتل الكثير من رهباننا ويجبرنا على إحتقار المجمع المقدس، ونحن مشتتون البعض هرب إلى دير القديس سمعان في نواحي حلب والقسم الآخر إلى جبال لبنان العالية”. ووقع الرسالة رئيس الدير الناجي من المذبحة ويدعى إسكندر الذي ختم الرسالة بتوقيعه وبقربه هذه العبارة: “أنا الراهب إسكندر رئيس دير القديس مارون وقعت هذا الالتماس”. ووقع معه من نجا من الرهبان.
في 10 شباط 518 وصل الرد من البابا وفيه يشد من عزيمة الرهبان ويحثهم على الصمود والبقاء على الاعتراف بكنيسة روما.
يؤكد بعض المؤرخين، أن رهبان مار مارون المتنشرين في شمال سوريا، لعبوا دوراً دينياً وتبشيرياًً هاما، ما أدى إلى إضعاف سلطة بطريرك إنطاكيا على المناطق التي يتواجدون فيها، ويمكن القول أن الموارنة كانوا يديرون مناطقهم بدلاً من البطريرك، وحتى بعد النكبة التي حلت بهم أكمل من نجا من المذبحة رسالته التبشرية، وتوسعت أديارهم حتى قاربت الأربعين ديراً، تحلقت حولها جماعات من المؤمنين الملنزمين العقيدة الخلقيدونية، ما دفع البطريرك الانطاكي افرام أميد (529 – 545) لتقريبهم إليه مستعيناً بعلمهم وخبرتهم اللاهوتية، وعندما زار الأمبراطور هرقل (610 – 641) سوريا وهب الرهبان الموارنة كل الأديار التابعة للمونوفيزيين، ويقول المؤرخ ابن العبري ان الامبراطور كان مارونياً.
إعتباراً من أواخر القرن السادس إنتقل النشاط الماروني من شمال سوريا قرب حلب إلى منابع نهر العاصي في منطقة بعلبك – الهرمل اللبنانية وجبال شمال لبنان، حيث إنتشرت المارونية بكثافة ويؤكد البعض وصولهم إلى نواحي دمشق حيث بنوا ديراً هناك. وقد يكون من أسباب هذا الانتشار أن هذه المناطق عالية ووعرة ومن الصعب على الجنود القادمين من سهول القسطنطينية أو إنطاكيا إختراقها بسهولة.
في تلك المرحلة، بدأت الهوية المارونية بالبروز وتبلورت مع ظهور عدد من الصلوات الخاصة بالموارنة.
في القرن السابع خرجت إنطاكيا نهائياً عن سلطة القسطنطينية بعد ان إجتاحتها الجيوش الاسلامية سنة 636، وأصبحت المدينة من دون بطريرك وعمد الأساقفة في القسطنطينية إلى إنتخاب بطريرك فخري لانطاكيا يقيم في القسطنطينية، لم يكن يمارس من مهامه شيئاً.
وبعد سيطرة الخليفة معاوية على بلاد الشام، سمح للمسيحيين الخلقودنيين الملكيين الذين يتبعون كنيسة روما برسامة بطريرك لانطاكيا فرسموا بطريركاً أقام قي دمشق وكان شرعياً كنسياً ودعي باسم ثيوكلفت، ولكن خليفة معاوية مروان ومن ثم عبد الملك منعوا إنتخاب البطاركة. وكان البيزنطيون توقفوا قبل زمن عن رسامة البطاركة الفخريين لانطاكيا، وأضحت أحوال المسيحيين ضائعة من دون بطريرك.
في هذا الوقت، ورغم كل ما تعرضوا له، كان عدد الموارنة أصبح كبيراً وإنتشارهم يمتد من سهول حلب وحمص شمالاً حتى قمم جبل لبنان نواحي نهر ابراهيم جنوباً، ولما كان كرسي انطاكيا شاغراً إجتمع الرهبان الموارنة وإنتخبوا عام 686 الراهب يوحنا مارون، وكان أسقفاً على مدينة البترون منذ عام 675 بطريركاً على كرسي إنطاكيا. وهو أول بطريرك ماروني على كرسي إنطاكيا والثالث والستون بعد القديس بطرس مؤسس الكرسي في القرن الأول ميلادي. وبهذا الانتخاب بدأ بناء وتنظيم الكنيسة المارونية على الصعيد الكنسي والوطني والاجتماعي.
عند إنتخابه أقام البطريرك يوحنا مارون في دير مار مارون، لكنه سرعان ما هرب إلى جبال لبنان حاملاً معه هامة القديس مارون، وحل في بلدة كفرحي في بلاد البترون وشيد دير “ريش مارو” ومعناه رأس مارون، وضع فيه جمجمة القديس مارون وأقام فيه.
لم يكن هدف الموارنة عند إنتخاب بطريرك منهم تأسيس كنيسة منفصلة عن الكنيسة الجامعة، بل تعبئة فراغ بعد شغور الكرسي البطريركي الانطاكي بوفاة البطريرك انستاز الثاني في أيلول 669 وبقاء الكرسي شاغراً. وحفظ الرعية من التشتت والارتهان والذوبان. وتسريع شؤون المؤمنين لأن روما بعيدة جداً عن الشرق. لذلك فور إنتخابه بطريركاً طلب البطريرك يوحنا مارون درع التثبيت من قداسة الحبر الأعظم خليفة القديس بطرس، فوافق البابا على الانتخاب وأرسل درع التثبيت، فأصبح البطريرك الماروني خليفة القديس بطرس في رئاسة الكنيسة الانطاكية. وراح البطاركة الموارنة يضيفون إسم بطرس إلى أسمائهم.
بقي الموارنة معتصمين في جبال لبنان الشمالية الممتدة من اهدن وجبة بشري إلى جبة المنيطرة، حتى وصول الحملات الصليبية، فهبطوا من جبالهم لملاقاتها. وكان اللقاء الأول في سهل عرقا في عكار، ومن هناك سار الفرسان الموارنة مع الحملة إلى مدينة القدس.
رغم التعاون الوثيق بين الصليبيين والموارنة، بقي الانتشار الماروني جنوب نهر إبراهيم محدوداً جداً، وبعد سيطرة المماليك في القرن الثالث عشر تعرض الموارنة لأبشع إضطهاد عرفوه في تاريخهم، لم ينج منه حتى بطاركتهم فعادوا يتحصنون على قمم الجبال.
مع دخول العثمانيين تغيرت أحوال الموارنة، ومطلع القرن الخامس عشر بدأوا بالتوسع نحو كسروان وكان انتشارهم فيها سريعاً حتى صارت المقاطعة الكسروانية في القرن السابع عشر كلها مارونية، وأكملوا جنوباً خصوصاً أيام حكم الأمراء المعنيين فنزلوا المتنين وحلوا في المناطق الشوفية ومنها توغلوا حتى وصلوا إلى شمال فلسطين وبر الشام.
حمل الموارنة طوال 1600 سنة من مسيرتهم عدة تسميات هي:
– أبناء مارون: وهم تلامذة واتباع القديس مارون الذين عاشوا في الصوامع والأديرة وإنطلقوا يبشرون بكلمة الله.
– المارونية: أول من ذكر هذه التسمية المؤرخ العربي “المسعودي” في القرن العاشر.
– الأمة المارونية: تعود هذه التسمية إلى زمن الصليبيين.
– الطائفة المارونية: بدأ الكلام عنها في القرن السادس عشر وذكرها البطريرك الدويهي في كتاباته.
– الكنيسة المارونية: أتت على لسان قداسة الحبر الأعظم البابا يوحنا بولس الثاني.
من جبال لبنان إمتدت أغصان الدوحة المارونية إلى كل أنحاء العالم، ولكن بقي وطن الأرز ركيزة الكيان الماروني. وما زال الموارنة يستشفعون كل حين أباهم القديس مارون صارخين إليه:
باسمك دعينا يا أبانا وعليك وطّدنا رجانا
كن في الضيقات ملجانا واختم بالخير مسعانا
نبيل يوسف
[1] – بحسب فيليب حتي، لبنان في التاريخ، صفحة 301: “مارون لفظة سريانية، هي تصغير “مارو” ومعناه السيد والمولى والتصغير هنا للتحبب”.
[2] – مجموعة مين للآباء اليونان مجلد 72 عمود 63
[3] – في كتابه الدرّ المنظوم ص. 131
[4] – المطران يوسف الدبس، رئيس أساقفة بيروت الماروني، الجامع المفصل في تاريخ الموارنة المؤصل، ص. 6
[5] – حسب ما جاء في مقالة الخوري سامي خوري، في مجلة النشرة الرعوية الصادرة عن أبرشية البترون المارونية العدد 7، ص. 15.
[6] – بحسب الأب بولس ضاهر، السنكسار بحسب طقس الكنيسة الإنطاكية المارونية، ص. 132.
[7] – الأب بطرس ضو، تاريخ الموارنة الديني والسياسي والحضاري، الجزء الأول، ص 215.
[8] – ساويرس هذا يعتبر قديساً عند السريان الأرثوذكس بينما تحتقره الكنيسة الكاثوليكية لأن يداه ملطختان بدماء القديسين والرهبان والنساك.
[9] – الأب لامنس، تسريح الأبصار، الجزء الأول ص 144، والجزء الثاني ص 29.
____________________________________
موقع تلفزيون ال MTV
في عيدك يا مار مارون “مورنهم” من جديد
عيد بأي حال عدت يا عيدّ
يطل علينا العيد اليوم وسط انقسام مسيحي عامودي بين قيادات المجتمع المسيحي اللبناني وتحديدا الماروني. المحبة غائبة الضغينة سيدة الموقف، اللؤم، الخبث، والغيرة، حتى حلفاء الصف الواحد ينتظرون بعضهم “وراء الكوع”، والنتيجة واضحة المزيد من الضعف والاضمحلال والذوبان بين ماروني- سني او ماروني – شيعي حتى نسي البعض او تناسى انه مؤسس هذا الوطن وحاميه منذ البطريرك يوحنا مارون وصولا الى البطريرك مار بشارة بطرس الراعي.
بتنا في وضع لا نحسد عليه، لا نتوافق على شيء، ولا يجمعنا الا الكره لبعضنا، نختلف على تعيين اي موظف في الادارات العامة او الخاصة، هذا قوات وذاك تيار هذا كتائب وذاك مردة … واللائحة تطول هذا مع الامانة العامة لقوى 14 آذار ونحن ضد فارس سعيد … بتنا قاصرين نحتاج دائما الى وصاية ما كي تلجمنا، وعنجهيتنا منعتنا من قبول الوصي من داخل الطائفة “ليش بشو احسن لا نقبل في” فاستغل مهندس “ندوير” الزوايا والخبير الاستاذ نبيه بري، ليلعب دور الاطفائي في التعيينات والشواهد لا تعد ولا تحصى.
نستغل مصائب الناس ونعطل مساعدتهم لان هذا الطرف اقترح الحل او باشر به، تماما كما حصل في فسّوح، ندعي بحماية المسيحيين في السلطة ولكن نحن من تنازل عن مدير عام الامن العام لطائفة اخرى، تنازلنا عن صلاحيات رئيس الجمهورية ونطالب باستعادتها، نصرخ بضرورة تحصين موقع الرئاسة ونحن اول من يهاجم رئيس الجمهورية ونعيّره بـ “صفر نائب”.
نشدد على ضرورة تصحيح التمثيل المسيحي عبر قانون الانتخابات وننتظر جميعا ان يعترض حليف الطرف الآخر المسلم القانون لنشن عليه حملة شعواء، نختلف على كل شيء حتى على تاريخنا وهويتنا وماضينا، حتى شهداؤنا نصنفهم هذا بسمن وذاك بزيت.
اذا اضحيتم جهلة ولا تدركون اصول اللياقة والتصرف، انظروا الى باقي الطوائف حولكم وقلّدوهم، او تذكروا مثلك الشعبي “انا واخي على ابن عمي، وانا وابن عمّي على الغريب”. لا تحزنوا ولا تكتئبوا بل احتفلوا قد يكون هذا آخر عقد من الزمن يمر عليكم على هذه الارض. استمتعوا بآخر 10 سنوات.
____________________________________
موقع التيار الوطني الحر
من هم الموارنة…؟
زينة خليل –
نعم… أوجد الموارنة في لبنان عموماً، وفي كفرحي ومنطقة الجبّة ووادي قاديشا وقنوبين (شمال لبنان) بنوع خاص، عادات وتقاليد تميزوا بها وعملوا على المحافظة عليها، فصانوا معتقداتهم بفضل التفافهم حول بطاركتهم (أول بطريرك للموارنة كان مار يوحنا مارون الذي استقر في جبل لبنان في القرن التاسع) وأساقفتهم ونسّاكهم.
والموارنة في شكل عام مروا بأزمات كثيرة، وخرجوا منها بقوة إيمانهم وعنادهم في رفض المساومة على ثوابتهم الدينية والوطنية.
فالكنيسة المارونيّة… هي كنيسة أنطاكيّة سريانيّة ذات تراث ليتورجيّ خاصّ؛ كنيسة خلقيدونيّة وبطريركيّة ذات طابع نسكيّ ورهبانيّ؛ وشركة مع الكرسيّ الرسوليّ الروماني.
اسمَ الموارنة يرجع إلى اسم القدّيس مارون (ابتكر طريقةً نسكيّةً فريدةً من نوعها على جبل قورش في سورية الأولى وفق التنظيم الرومانيّ القائم آنذاك، قوامها العيش في العراء)، المتوفَّى حوالي 410، وإلى الدير الذي بُنيَ على اسمه، بُعَيد مجمع خلقيدونيا (451)، في منطقة أفاميا الكائنة في سورية الثانية.
ويُعتبر دير القديس مارون مهدَ الكنيسة الأنطاكيّة السريانيّة المارونيّة التي نشَأَت في القرن السابع والنصف الأوّل من القرن الثامن.
لم تصل معلومات عن القديس مارون إلاّ نادراً ، وقد أشار الأسقف القورشي تيودوريطوس في كتاب “أصفياء الله الى أن القديس مارون “فضَل العيشة التوحديَة، فذهب إلى قمة جبل قورش محَوّلاً هيكل الأصنام الذي كان يكرَمه الوثنيّون إلى مكان لعبادة الله. فنصب هناك كوخاً وقدّم كثيرين إلى الله بالنسك والعبادة”…
ويذكر أن القديس مارون كان يشفي من الأمراض والعاهات (النفسية والداخلية والجسدية)، بالصلاة، حتى أنّ يوحنّا فم الذهب بطريرك أنطاكية وجَّه إليه رسالة من منفاه في أرمينيا يوصيه بالصلاة لأجله.
ومن تلاميذ القديس مارون نذكر منهم إبراهيم القورشي (وما زال نهر أدونيس يحمل إسم نهر إبراهيم تيمناً بإبراهيم القورشي)…
إنّ روحانية الكنيسة المارونية المتأثرة بالتراث الأدبي والروحي للآباء السريان مطبوعة على التقشف وعلى سرَ الصليب وتتميز بإكرامها للعذراء مريم التي رافقت البطاركة منذ النشأة الإولى ثم تطعمت هذه الروحانية بعبادات لاتينية تحت تأثير تلامذة المدرسة المارونية في روما وتأثير المرسلين اللاتين.
________________________________________
عن موقع الكتائب اللبنانية
“مار مارون” حزين على الأوضاع في مهده وسعيد بلمّ الشمل حوله في لبنان..الراعي: لتحييد لبنان وسليمان يردّ السهام: السياسة يجب أن ترتكز على الاخلاق
“أصدقاء سوريا” يتحضرون للقاء على وقع مجازر حمص وتشكيك روسيا
ما لم تقدر عليه الأرض لم تعجز عنه السماء. فها هو مارون أب الطائفة المارونية يجمع في عيده مختلف الألوان السياسية وان لمناسبة روحية محض.
فمن كان يتصوّر مثلا السنيورة وعون جنبا الى جنب ومن يتصور عون وابو جمرة المنشق يفرقهما بعض المقاعد ومن يتخايل ان من فرقهم مجلس الوزراء مجتمعون في المكان عينه؟! إنه عمل السماء!!
وفي المناسبة، دعوة صريحة من البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الى ابرام عقد اجتماعي جديد يجدد الميثاق الوطني المتمثل بميثاق العيش معا، وتحييد لبنان عن المحاور الاقليمية والدولية.
أمّا مهد مار مارون في سوريا فلم يفرح بالعيد لتأثره بالحوادث المجاورة ووقف مارون ينظر الى ما يجري متشفّعا لدى رب السماء والأرض وفي قلبه غصّة وألم.
تسارعت التطورات هناك: الامن السوري يلقي بقبضته على ما تبقّى من حمص، ارتفاع في وتيرة القتل والعنف، حديث عن عودة المراقبين، سعي الولايات المتحدة لتنظيم مؤتمر “أصدقاء سوريا” ، موسكو ترفع الصوت ” إرسال قوات خاصة قطريّة وبريطانيّة الى سوريا أمر يثير القلق” وشدّ الحبال بين روسيا وسائر الدول مستمر. فأي منحى ستأخذه الأوضاع في سوريا وكيف سيتجلى حقد النظام وما هي البلدات التي ستدفع الثمن بعد حمص؟ اسئلة تبحث عن اجابات مقلقة.
عيد مار مارون
اذا، أكد البطريرك الماروني مار بشارة الراعي وجوب أن تلتفت كل طائفة الى وجدانها الوطني التاريخي في ضوء قيمتها وارثها، لابرام عقد اجتماعي جديد يجدد الميثاق الوطني المتمثل بميثاق العيش معا، وتحييد لبنان عن المحاور الاقليمية والدولية.
ودعا الراعي ، في عظة قداس عيد مار مارون الذي ترأسه في كنيسة مار جرجس في وسط بيروت وحضره الرؤساء الثلاثة وحشد من الشخصيات السياسية في مقدمهم الرئيس فؤاد السنيورة ورئيس حزب الكتائب أمين الجميل ورئيس تكتل التغيير والاصلاح ميشال عون، إلى العمل من اجل وحدة الكنائس وبالحوار مع الديانات ولا سيما الدين الاسلامي.
وشدد البطريرك الراعي على ضرورة حفظ التعاون والمساواة والتوازن بين مكونات المجتمع، واشار الى ان القيمة المضافة الخاصة لكل طائفة تتكون من علاقة كل جماعة بالكيان اللبناني، معتبرا ان كل الشهداء الذين سقطوا في سبيل الوطن كانوا حبة الحنطة وبفضلهم نما لبنان.
وتوجه غبطته الى الرؤساء الثلاثة بالقول “نلتمس لكم من الله النعم الالهية لتتمنكنوا من قيادة البلاد الى شط الامان
وبعد القداس توجه البطريرك الراعي يرافقه الرئيسان ميشال سليمان ونبيه بري الى صالة كاتدرائية مار جرجس حيث تقبلوا التهاني بالمناسبة، قبل ان يتوجهوا مع حشد من المدعوين لتناول طعام الغداء في مطرانية بيروت.
وكان الراعي ترأس صباحاً قداساً في كنيسة مار مارون في الجميزة لمناسبة عيد شفيعها، وسط حضور رسمي وشعبي حيث أمل في العظة أن يمطر الله على لبنان والشرق والعالم كل خير ونعم.
سليمان: نظامنا الديموقراطي التعددي ورسالتنا سيصبحان شرعة للجميع
الرئيس سليمان قال: “في هذه المناسبة أطلب من الجميع وطبعا من نفسي أولا أن لا نفرط بهذا الارث وبخاصة نحن الموارنة، وأن نحاول دائما أن نلتف حول هذا الوطن لنركز أسسه وننفتح على الجميع في داخل الوطن وفي المشرق العربي كافة، لكي يبقى لبنان فعلا كما قال البابا يوحنا بولس الثاني “لبنان رسالة “. وهذه الرسالة تتكرس الآن أكثر فأكثر في هذا الظرف الذي يمر فيه العالم العربي. إن نظامنا الديموقراطي التعددي المثالي ورسالتنا سيصبحان شرعة للجميع وهذا ما يجب أن نحافظ عليه”.
واضاف: “إن عظة غبطة البطريرك كانت عظة عظيمة، وشرعة مهمة للبنان. وأنا لا أريد أن أثني على العظة ولكنني أريد أن أتوقف عند نقطة واحدة ذكرها غبطة البطريرك، إن السياسة يجب أن ترتكز على الاخلاق، وأقول “إنما أمم الاخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا”.
موسكو تشكك في شرعية “مجموعة اصدقاء سوريا”
في الوضع السوري، أعربت وزارة الخارجية الروسية عن قلقها من أنباء عن إرسال قوات خاصة قطرية وبريطانية الى سوريا.
واعتبرت أن تنظيم “اصدقاء سوريا”، الذي تدعو الولايات المتحدة اليه، غير قانوني، مشيرة الى ان الفكرة تثير القلق وفق ما اعلن الناطق باسم الدبلوماسية الروسية الكسندر لوكاشيفتش.
وصرح لوكاشيفتش في مؤتمر صحافي ان “موقفنا حذر حيال هيئات نعتبرها غير شرعية من وجهة نظر القانون الدولي” معتبرا ان “هناك تجارب سيئة جدا في انشاء مثل تلك الهيئات وخصوصا في ليبيا”.
وغداة استعمال روسيا الفيتو في مجلس الامن ضد قرار يدين القمع في سوريا، دعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون أصدقاء الديموقراطية في سوريا الى الوحدة والتعبئة ضد نظام الرئيس بشار الاسد.
وهذه المجموعة قد تكون مشابهة ل”مجموعة الاتصال حول ليبيا” التي اشرفت على المساعدة الدولية التي قدمت الى خصوم الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.
مزيد من العنف
ميدانيا، وكانت وكالة رويترز نقلت عن مصادر في المعارضة السورية أن تعزيزات من المدرعات تدفقت على مدينة حمص السورية حيث قصفت القوات السورية المدينة لليوم الرابع .
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان 65 شخصا قتلوا نتيجة العنف في سوريا بينهم 61 شخصا في حمص وريفها، وأشار الى أن سبعة من عناصر من الامن قتلوا وجرح العشرات في كمين نصبه منشقون بالقرب من درعا فيما تحدثت الهيئة العامة للثورة عن اكثر من 150 قتيلا برصاص الامن السوري 108 منهم في حمص.
المجلس الوطني السوري يجتمع في الدوحة
تزامناً، بدأ المجلس الوطني السوري المعارض اليوم الخميس اجتماعات مع المسؤولين القطريين عشية اجتماع للمكتب التفيذي للمجلس المعارض الذي سيبحث الاوضاع المتفاقمة في سوريا.
وتوقع محمد سرميني من مكتب الاعلام بالمجلس ان “يتركز جدول اعمال الاجتماع على مناقشة الاوضاع في مواجهة الحملة الشرسة التي يقوم بها النظام السوري”.
وحول الافكار الجديدة التي يتم تداولها من طرف المعارضة السورية واصدقائها من الاطراف الدولية قال سرميني ان اعضاء المكتب التنفيذي “يتشاورون مع اصدقائهم في فرضيات المواجهة مع النظام السوري لايقاف حمام الدم وسنعلن عن هذه الفرضيات عندما تتبلور لدينا”.
ويفترض ان يبحث المجلس الاحداث في سوريا والاقتراح الفرنسي لانشاء مجموعة اصدقاء سوريا على حد قول سرميني.
كما لم تستبعد مصادر قريبة من الاجتماع الذي يبدا رسميا غدا الجمعة و يستمر حتى السبت ان “يتم التداول في الافكار التركية التي تتحدث عن مناطق عازلة على الحدود مع سوريا”.
الصين عقدت لقاء مع المعارضة السورية
الصين اعلنت انها عقدت اجتماعا هذا الاسبوع مع مجموعة من المعارضة السورية. وقال الناطق باسم الخارجية الصينية ليو وايمين ان زيارة ممثلين عن هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي الى بكين كانت مرتقبة منذ فترة طويلة وغير مرتبطة بالفيتو الصيني في مجلس الامن.
واستقبل نائب وزير الخارجية الصيني تشانغ تشي جون المعارضين السوريين وبحث معهم “الوضع” في سوريا.
وحث نائب وزير الخارجية الصيني كل اطراف النزاع في سوريا على “وقف كل اعمال العنف وتجنب سقوط ضحايا مدنيين” كما اضاف ليو مشيرا الى ان “الصين صديقة للشعب السوري بمجمله”.
المانيا تطرد موظفين في السفارة السورية
وزارة الخارجية الالمانية قالت ان المانيا طردت اربعة دبلوماسيين سوريين بعد اعتقال رجلين في برلين في وقت سابق هذا الاسبوع للاشتباه في تجسسهما على نشطاء سوريين معارضين في البلاد.
وقال وزير الخارجية جيدو فيسترفيله في بيان “بعد اعتقال جاسوسين مشتبه بهما امرت بطرد اربعة اعضاء بالسفارة السورية في برلين.”
ويعتقد المدعون الالمان ان الرجلين اللذين القي القبض عليهما يوم الثلاثاء كانا يتجسسان على مدى سنوات لحساب المخابرات السورية.
عودة المراقبين العرب يصب في الاتجاه الصحيح!!
الى ذلك، أعلن الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو أن عودة المراقبين العرب الى سوريا “يصبّ في الاتجاه الصحيح شرط أن يتمكنوا من ممارسة مهمتهم بحرية وبشكل كامل”.
وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون أعلن أن الجامعة العربية ستعيد بعثة المراقبين التابعة لها الى سوريا، موضحا أن الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي ابلغه هاتفيا الثلاثاء عن نيته بهذا الصدد طالبا منه تعاون الامم المتحدة في هذه المهمة الجديدة .
ووصف بان الفيتو الروسي والصيني على قرار في مجلس الامن حول سوريا بالكارثي على الشعب السوري ، معتبرا ان هذا القرار شجع دمشق على تصعيد حربها ضد شعبها.
كاميرون يطالب بـ”اشد رد” على اعمال القمع السورية
رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اكد انه يتعين مواصلة الضغط على الحكومة السورية بسبب القمع الدموي الذي تمارسه ضد المعارضة.
وقال كاميرون في مؤتمر صحافي في ستوكهولم “ما نراه بوضوح على شاشات قنوات التلفزة غير مقبول تماما”.
وأضاف أنه ” من المروع أن نرى تدمير حمص (…) من الواضح تماما أن هذا النظام عازم على مواصلة اعمال القتل والتشويه لمواطنيه”.
ولفت الى أنه يتعين ممارسة ” اشد رد ممكن” وأعرب عن شعوره بـ”خيبة الأمل” إزاء استخدام روسيا والصين حق النقض (فيتو) في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار يدعو إلى وقف العنف في سورية وتنحي الرئيس بشار الأسد عن السلطة.
الاخوان: إرسال مراقبين إلى سوريا غير مجد
جماعة الاخوان المسلمين السورية رأت في بحث الأمانة العامة للأمم المتحدة ارسال مراقبين إلى سوريا “عربا كانوا أو غير عرب، دعوة غير مجدية”.
وحمّلت الحركة في بيان “الأمانة العامة للأمم المتحدة والأمين العام للأمم المتحدة، وكافة المنظمات الإنسانية ذات الصلة، مسؤولية الغياب والتجاهل لفظاعة ما يجري على الأرض السورية من اختراقات فاحشة لحقوق الإنسان وحقوق الجرحى والأسرى والمصابين”.
وتساءلت “لماذا تفكر الجامعة العربية وهيئة الأمم المتحدة بمراقبين يحدد لهم النظام زاوية رؤيتهم، ومد خطوتهم، وزمان دخولهم وخروجهم، ثم ليرفعوا تقريرهم بقلم مستعار من أجهزة أمن النظام كما فعل الفريق الدابي؟ و”لماذا لا يقوم الأمينان العامان – وبقوة القانون الإنساني والدولي – بتحريك المنظمات الصحية والإغاثية والإنسانية، لتفرض وجودها على الأرض، وتقديم المساعدات المطلوبة في وقتها ولمستحقيها؟”.
السلطات السورية تطلب من الدبلوماسيين الليبيين مغادرة دمشق
في السياق عينه، طلبت السلطات السورية، من الدبلوماسيين التابعين للسفارة الليبية في دمشق مغادرة البلاد خلال مدة 3 أيام.
وأكّد القائم بالأعمال الليبي في دمشق عبد العظيم خرشوف ليونايتد برس إنترناشونال، أن وزارة الخارجية السورية أبلغته بوجوب مغادرة الدبلوماسيين الليبيين سوريا خلال 72 ساعة إعتباراً من اليوم الخميس.
وكانت السفارة السورية في ليبيا تعرّضت أمس الى اعتداء من قبل متظاهرين ليبيين، كما تم ضرب بعض الدبلوماسيين العاملين فيها.
وطلبت السلطات الليبية من دبلوماسيي السفارة السورية مغادرة ليبيا خلال 72 ساعة إعتباراً من يوم امس الأربعاء.
قلق اسرائيلي من احتمال نقل اسلحة سورية متطورة لحزب الله اذا سقط نظام الاسد
وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك أبدى قلق اسرائيل من احتمال نقل اسلحة “متطورة” من سوريا الى حزب الله في حال سقوط نظام الرئيس السوري بشار الاسد.
وشدد باراك ، في حديث للاذاعة العسكرية، على ضرورة ان تكون اسرائيل في حال تأهب لاحتمال نقل أسلحة متطورة سورية الى حزب الله والى لبنان في حال سقوط النظام، كاشفا عن ان بلاده تتابع هذا الموضوع باستمرار مع اكبر قدر من الانتباه.
وجدد باراك تأكيده أن مصير نظام الاسد محسوم ، معتبرا ان وضعه يزداد سوءا من أسبوع الى آخر.
الاباتي نعمان: لا اخاف ابدا على الاقليات في ظل التغيير الحاصل
وفي المواقف اللبنانية، شدد الرئيس العام السابق للرهبانية اللبنانية المارونية الأباتي بولس نعمان على ان احدا لا يستطيع ان يقوم ضد ارادة الشعوب داعيا من يتحدث عن مؤامرات الى ان يكشفها معتبرا ان الربيع العربي بدأ من لبنان لان محبة الحرية والديمقراطية والحضارة ولدت لدينا ولكن يجب ان نرتب حريتنا وديمقراطيتنا لا ان نزيد طموحات الغير بلبنان.
وقال في حديث عبر MTV: “لا اخاف ابدا على الاقليات في ظل التغيير الحاصل وهي لا تدفع الثمن اذا اشتركت في التقدم ووثيقة الازهر نفتخر بها وهي شيء مهم جدا”.
واذ اكد الاباتي نعمان ان ما يناقض الديمقراطية لم يخدم الشعوب، سأل:” ما بديل الديمقراطية ؟”.
واعرب عن اعتقاده بأنه لن يصل الى الحكم الا الاسلاميين لكنه استبعد نشوب حرب اهلية في سوريا.
ولاحظ الاباتي نعمان ان الايمان بالوطن خفّ لدى البعض معتبرا ان بيع الاراضي يهدد كل لبنان لان المال والبترول يدفقان على اللبنانيين لذلك يجب ان يكون هناك قانون يمنع بيع الاراضي لان الاوطان لا تباع .
وهاب: الدولة السورية أخذت قرار بالحسم وخاصة بحمص
الوزير السابق وئام وهاب أعلن أن الرئيس السوري بشار الأسد تردد قبل اتخاذ قرار بانهاء الوجود المسلح خوفا على أرواح المدنيين مشيرا الى أن الدولة السورية أخذت قرار بالحسم وخاصة بحمص.
واعتبر وهاب عبر الـ”ال بي سي” أنه لم يعد هناك وجود لمظاهرات سلمية في سوريا ، مشيرا الى أن الجيش السوري يقوم بقتل المسلحين الذي يقومون بالوقت نفسه بقتل عناصر الجيش السوري .
ولفت وهاب الى أن موسكو زودت سوريا بأحدث الأسلحة مشيرا الى أن العدوان على سوريا سيكون بمثابة زلزال على المنطقة بأكملها.
وأشار وهاب الى أنه لم يرسل أحدا ليقاتل في سوريا معتبرا أن مصلحة الطائفة الدرزية هي فوق كل اعتبار مشجعا على اجراء مصالحة تاريخية بين تيار المستقبل وحزب الله.
جرح سوريين على الحدود
ميدانيا، إنفجر لغم في منطقة وادي خالد بالسوري أحمد مصطفى خضر (26 عاماً) من بلدة المشيرفة السورية، ما أدى الى بتر ساقه، وقد نقل الى مستشفى طرابلس الحكومي للمعالجة.
وبحسب معلومات الـ”ال.بي.سي”، فقد أصيب شخص آخر يدعى أحمد عبد الكريم، وقد حاول سكان بلدة القصير السورية ادخال 6 جرحى الى الاراضي اللبنانية الا أن الجيش السوري منعهم من ذلك.
وأوضح مختار بلدة المقيبلة اللبنانية الحدودية رامي خزعل لوكالة الصحافة الفرنسية أن الجيش السوري كان زرع هذه المنطقة بالالغام قبل ساعات.
الى هذا، جرح محمد أحمد شحادة سوري الجنسية مواليد العام 1969 برصاصة برأسه، في مشاريع القاع على الحدود في البقاع، وقد تم نقله إلى مستشفى شتورا حيث قُدمت له الإسعافات الأولية قبل أن يتم نقله إلى إحدى مستشفيات بيروت نظراً لخطورة حالته.
قوة اسرائيلية تخترق الحدود اللبنانية في العديسة
أخيرا، اخترقت قوة إسرائيلية مدعّمة بأربع آليات عسكرية إحدى النقاط المتحفّظ عليها عند الخط الأزرق في العديسة، وعمل أفرادها على تمديد أسلاك شائكة بعمق خمسة وسبعين متراً من بوابة السياج الحدودي.
وعلى الأثر، حضرت إلى المكان قوات من “اليونيفيل” والأجهزة الأمنية اللبنانية، بينما قام فريق من التحقق في الجيش اللبناني بالكشف على الخرق الإسرائيلي وسط انتشار لقوات إسرائيلية في النقاط العسكرية القريبة من الحدود.